سورة إبراهيم
  {أَنْ أَخْرِجْ(١) قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} كلفه الله سبحانه وتعالى وأرسله ليستنقذ قومه من ظلمات الجهل والضلال التي هم فيها في سلطان فرعون وتحت قهره وظلمه إلى نور الهدى والإسلام والحرية والعدل.
  {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}(٢) وأمره الله سبحانه وتعالى أن يعظ قومه بأن يعتبروا بما مضى على المكذبين من الأمم السابقة.
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٥} أخبر الله سبحانه وتعالى أن في تاريخ الأمم السابقة التي كذبت بأنبيائها آياتٍ وعبراً، ولن يتعظ بها إلا من صبر على الإيمان، وعلى طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله، وشكر ربه على نعمة الهداية والمعرفة لنحو تلك الآيات، وأما أولئك الذين انقادوا لشهواتهم وأهوائهم حتى طمست على عقولهم وأفكارهم - فلا تنفع فيهم هذه العظات والعبر، ولا يتذكرون بها.
  كان موسى يعظ قومه من بني إسرائيل بعد أن أخرجهم من مصر؛ لأن الله سبحانه وتعالى كان قد أرسله إليهم ليستنقذهم من ظلم فرعون وطغيانه وكان فرعون قد ألحق بهم أنواع الأذى، واستعبدهم وأذلهم، وقتل أبناءهم واستحيا نساءهم، فأرسل سبحانه موسى # رحمة بهم ليستنقذهم منه، وكان اضطهاده لهم واستعبادهم وقتلهم لما كان قد أخبرته الكهنة بأنه سيلد لبني إسرائيل مولود يكون هلاكه على يديه.
  {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي
(١) سؤال: فضلاً ما محل جملة: {أَنْ أَخْرِجْ}؟
الجواب: لا محل للجملة من الإعراب لأنها مفسرة و «أن» تفسيرية.
(٢) سؤال: ما المناسبة في تسميتها أيام الله؟
الجواب: المناسبة هي ما أحدث الله تعالى فيها من الأحداث العظيمة وأنزل فيها من العذاب العظيم على المكذبين برسله.