سورة إبراهيم
  وطاعتهم، وليس محتاجاً إلى عبادتهم، وأخبرهم بأنه سيستخلف قوماً غيرهم يعبدونه مكانهم.
  {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} فلماذا لا تتعظون بهذه الأمم السابقة وتنظرون كيف أخذهم الله سبحانه وتعالى جزاءً على كفرهم وتمردهم على أنبيائهم عندما جاؤوهم بالآيات والحجج الواضحة؟
  {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ(١) وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ} يعني بذلك أنهم واجهوا دعوة أنبيائهم بالكفر والإعراض، والتعبير بوضع الأيدي في أفواه أنبيائهم - كناية عن إرادة تسكيتهم عن دعوتهم، ومنعهم منها.
  {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ٩} كانوا يحاولون منع أنبيائهم زاعمين أنهم في شك من صدق دعوتهم.
  {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} فتجيبهم أنبياؤهم: كيف تتشككون في الله وأنتم ترون آياته الدالة عليه، وعلى قدرته - مِن خلق السماوات والأرض، وما بينهما؟
  {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} يدعوكم إلى توحيده وعبادته لمصلحتكم، ولا حاجة به إليكم وإلى عبادتكم، وإنما ليخرجكم من ظلمات الشرك والضلال والجهل إلى نور الحق والهدى.
= النعمة أما هو جل وعلا فهو أهل الحمد والثناء فنعمه المبثوثة في السماوات والأرض ناطقة بحمده وشاهدة على أنه الحميد المنعم المتفضل.
(١) سؤال: هل يصح أن تعاد الضمائر في أيديهم وأفواههم إلى المكذبين أنفسهم ويكون كناية عن الغيظ والتحسر؟
الجواب: الضمائر عائدة إلى المكذبين أي أن المكذبين ردوا أيديهم إلى أفواههم كما نفعله اليوم إذا أردنا تسكيت أحد فإنا نضع أيدينا على أفواهنا ونقول له: اسكت ولا تتكلم، فهذا هو المعنى الذي أردناه في التفسير، وهو المناسب للسياق.