محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة إبراهيم

صفحة 338 - الجزء 2

  {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} لأن كفركم هذا وشرككم وخوضكم في المعاصي والشهوات - قد أوجب تعجيل تعذيبكم وخرم آجالكم واستئصالكم وإبادتكم؛ فدعوته لكم وإرسال الرسل إليكم إنما هو لأجل أن يستنقذكم من إنزال عذابه بكم واستئصالكم، وليعيش كل واحد منكم في الأرض، ويستوفي مدة عمره الذي قد كتبه الله سبحانه وتعالى له فيها.

  {قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} فأجابتهم تلك الأمم المكذبة بأنهم ليسوا أنبياءَ، وأنه لا يصح أن يكون نبيٌ من البشر في زعمهم.

  {تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} ودعوتكم لنا إنما هو لأجل إغوائنا عن دين آبائنا، فكيف تريدون أن نترك ديننا ودين آبائنا، ونعكف على عبادة إله واحد؟

  {فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ١٠} يطلبون من أنبيائهم أن يأتوهم بدليل وحجة واضحة تدل على صدق دعوتهم، وأنهم رسل من عند الله سبحانه وتعالى.

  {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أجابتهم رسلهم بذلك عندما زعموا أنه لا يصح أن يكون من البشر أنبياء، وأن هذا اختيار الله سبحانه وتعالى فكيف يعترضون على مشيئته واختياره؟

  {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} وأخبروهم أنه لا ينبغي لهم، وليس في مقدورهم أن يأتوا بآية إلا إذا أذن الله سبحانه وتعالى بذلك وأراد.

  {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١١} تخبرهم أنبياؤهم بأنهم متوكلون على الله سبحانه وتعالى، وماضون في مواصلة دعوتهم، وعازمون على الصبر على أذاهم وكفرهم وتمردهم.

  {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا} وأيُّ شيء يمنعنا من التوكل