سورة إبراهيم
  على الله سبحانه وتعالى ما دمنا قد عرفنا طريق الحق واهتدينا إليها(١).
  {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا} وسوف نصبر على أذاكم، وسنتوكل على الله سبحانه وتعالى، ونعتمد عليه في تبليغ دعوته، فاجهدوا جهدكم، وافعلوا ما استطعتم أيها المشركون فالله معنا بنصره وتأييده.
  {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ١٢}(٢) حث للمؤمنين ألا يتوكلوا إلا على الله سبحانه وتعالى في جميع أمورهم، ولا يعتمدوا إلا عليه، ولا يثقوا إلا به وحده؛ فالنصر والظفر من عنده.
  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أراد بهؤلاء كفار الأمم السابقة التي كذبت بأنبيائها يعني بهم: قوم نوح وعاد وثمود المذكورين في أول السياق آية (٩)، وأن كل أمة كانت تهدد نبيها وتتوعده إن لم يرجع عما هو عليه بإخراجه وطرده من بينهم.
  {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ١٣} يطمئن الله سبحانه وتعالى رسله بأنه لن يصيبهم أي أذى أو مكروه من أقوامهم، وأن عذابه أسرع من وصولهم إليهم، أو مسهم بسوء أو مكروه وأخبرهم أنه سيهلك الظالمين.
(١) سؤال: فضلاً من الوجه في مناسبة هذا المعنى لإعراب الآية؟
الجواب: قد أعربت هذه الآية على حسب ما فسرنا فقالوا: «ما لنا» بمعنى ما منعنا، وقالوا: «لا» زائدة و «أن» وما دخلت عليه مفعول به للجار والمجرور، إلا أنهم اعترضوا على هذا الإعراب، فقالوا: إنه لم يعهد عمل الجار والمجرور في المفعول به.
واعترضوا أيضاً على تضمين الجار والمجرور معنى «منعنا» فهذا الإعراب في محل النقد عند كبار المعربين من حيث الصناعة، أما المعنى فهو مستقيم وواضح.
(٢) سؤال: هل هذا من بقية كلام الأنبياء أم أنه من كلام الباري تعالى تذييلاً للآية؟
الجواب: هو محتمل للأمرين جميعاً، والله أعلم.