سورة إبراهيم
  {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ} وكذلك يعدهم الله سبحانه وتعالى بأنه سيورثهم بلادهم وأرضهم بعد أن يستأصلهم.
  {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي(١) وَخَافَ وَعِيدِ ١٤}(٢) هذه القصص والعبر التي قصها الله سبحانه وتعالى لا ينتفع بها إلا الذين يخافون الله سبحانه وتعالى وعظمته وقوة سلطانه وقدرته، ويخافون وعيده وعذابه.
  {وَاسْتَفْتَحُوا(٣) وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥} يعود الله سبحانه وتعالى هنا إلى حكاية ما كان من شأن مشركي قريش، وذلك أن قريشاً استفتحت يوم بدر، فدعت الله سبحانه وتعالى أن يقطع دابر الظالم منهم أو من المسلمين، دعا بذلك أبو جهل، وأمّن على ذلك المشركون والمؤمنون، وكان دعاؤه: اللهم وأقطعنا للرحم فأحنه اليوم، أي اجعل حينه وموته هذا اليوم أو هذه الساعة، وذلك أن كلاً من المشركين والنبي ÷ كان يَدَّعي أن الآخر قد قطع رحمه، وفعلاً قطع الله سبحانه وتعالى دابر المشركين ذلك اليوم، وكانت الدائرة عليهم وخابوا وخسروا.
  {مِنْ وَرَاءِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} وسيكون لهم وراء تلك الهزيمة نار جهنم يكون شرابهم فيها الصديد والقيح، فهم يحاولون ابتلاعه وربما لا يبتلعونه لشدة خبثه ونتنه.
(١) سؤال: ما المراد بمقام الله في هذا الموضع؟
الجواب: قد يراد بمقام الله يوم القيامة حيث يقام حكم الله بالحق الفاصل بين المحقين والمبطلين والمؤمنين والمجرمين وقد يراد بمقام الله عظمة الله وجلاله وقوته وحكمه الحق وسلطانه القاهر.
(٢) سؤال: ما إعراب {وَعِيدِ ١٤}؟ ولماذا حذفت الياء؟
الجواب: «وعيد» مفعول به لـ «خاف» منصوب بفتحة مقدرة على آخره و «وعيد» مضاف إلى ياء المتكلم التي حذفت للتخفيف وبقيت الكسرة للدلالة عليها.
(٣) سؤال: ما هو المراد بالاستفتاح هنا؟
الجواب: المراد بالاستفتاح: الاستنصار أي: طلب النصر من الله.