محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة إبراهيم

صفحة 341 - الجزء 2

  {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} من شدة العذاب⁣(⁣١) يتألم إلى حد الموت، ويتمنى أن يموت ولكن هيهات ذلك.

  {وَمِنْ وَرَاءِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ١٧} وله عذاب شديد غير النار وماء الصديد، من الزمهرير والحيات والعقارب، وغير ذلك من صنوف العذاب.

  {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا⁣(⁣٢) عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ١٨} يمثل الله سبحانه وتعالى حال الذين كفروا من قريش بالنسبة لأعمال البر والخير التي كانوا يفعلونها كمكارم الأخلاق من إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، وإكرام الجار وإطعام الطعام، وكانوا يتسابقون في هذه المكارم، ويتنافسون فيها، وقد اشتهروا بالكرم بين سائر العرب؛ فأخبر الله سبحانه وتعالى أن أعمالهم هذه كرماد أتت عليه ريح عاصفة فنسفته وضيعته، وأن أعمال البر هذه ليس لهم من ثوابها شيء، ولن ينالوا من ورائها شيئاً وستصير هباءً منثوراً، وقد وصف الله سبحانه وتعالى ذلك بالضلال البعيد؛ لما يكون منهم من التعب عليها، وفي الأخير لا ينالون من ثوابها شيئاً بسبب إحباطهم لها بكفرهم وضلالهم.

  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} يخاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن الإنسان إذا نظر إلى خلق السموات والأرض وما بينهما من المخلوقات، وتفكر وتدبر فيها وفي خلقها فسيعرف لا محالة أنها قد خلقت لأمر


(١) سؤال: يقال: هل هذا من مطلق العذاب أم من التعذيب بالصديد؟

الجواب: هذا من مطلق العذاب الذي من ضمنه الصديد.

(٢) سؤال: ما إعراب {أَعْمَالُهُمْ}؟ وما إعراب: {لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا

الجواب: «أعمالهم» بدل من: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} بدل اشتمال، وجملة: {لَا يَقْدِرُونَ} جملة بيانية أي: أنها بمنزلة عطف البيان جيء بها لتوضيح معنى الجملة التي قبلها.