سورة إبراهيم
  الله الأرض ويحشر الناس وسيحاسبهم؛ لأجل أن يجازي كل نفس بما عملت.
  {هَذَا(١) بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم نبيه محمداً ÷، وأنزل معه القرآن؛ ليبلغ الناس معالم دينهم، ويحذرهم من عذاب الله، وينذرهم سخطه ونقمته، وما دام الأمر هكذا فالمفروض أن يأخذ المرء حذره، ولو لم يحصل له اليقين بصدقه، فالعاقل يحتاط لنفسه.
  {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا(٢) هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢}(٣) فلا يكون لأحد
=
١ - أن وعد الله حق وصدق فهو آتٍ لا ريب فيه، وكل ما هو آت قريب.
٢ - قيل لعلي #: كيف يحاسب الله تعالى الخلائق في وقت واحد فقال: (كما يرزقهم في وقت واحد).
(١) سؤال: إلام الإشارة بقوله: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ}؟
الجواب: تعود إلى ما تقدم في قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا ...} إلى آخر الآيات، أو يعود للسورة كلها، أو للقرآن أو لما اشتمل عليه من المواعظ والعبر والآيات.
(٢) سؤال: كيف كان القرآن سبباً للعلم بوحدانية الله وإنما تعلم من العقل؟
الجواب: كان سبباً للعلم بوحدانية الله لاشتماله على الآيات المثيرة لدفائن العقول، وأيضاً فيه بعض الأدلة المركبة تركيباً مشابهاً للتركيب المنطقي، بل إن الأدلة القرآنية في توحيد الله وربوبيته.
(٣) سؤال: هل لختم هذه السورة مناسبة مع ما تحدثت عنه من أولها فما هي؟
الجواب: ختمت السورة بآية: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢} لتؤذن بأن:
١ - الغرض والغاية من هذه السورة هو:
- أنها بلاغ للناس وتنبيه لهم على الدين الحق.
- وأنها تنذر المبطلين بعذاب الله ونقمته في الدنيا والآخرة إن لم يقلعوا عن الباطل ويرجعوا إلى الدين الحق ويتوبوا إلى الله.
- وأنها تحمل الدلائل الدالة على توحيد الله وبطلان الشرك.
- وفيها التذكير لأهل العقول بما هو الدين الحق الذي يجب أن يدينوا الله به.
٢ - وتؤذن هذه الآية بنهاية السورة وتمامها وذلك واضح.