سورة الحجر
  {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ٤} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه لم يهلك قرية ويعذب أهلها إلا عند بلوغ أجل عذابها الذي حدده لها؛ فلا تستعجل يا محمد على عذاب قومك، وسيأتيهم العذاب عند حلول أجله الذي كتبه الله تعالى.
  {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ٥} لا تستعجلوا هلاك قريش فإن لهم أجلاً لا بد أن يبلغوه ويصلوا إليه؛ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، فهم كغيرهم من الأمم التي عذبها الله.
  {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ٦} سخرت قريش من النبي ÷ ومن دعوته ونسبته إلى الجنون.
  {لَوْ مَا تَأْتِينَا(١) بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٧} وقالت له قريش: فإن كنت صادقاً يا محمد فيما تزعم فهات الملائكة يشهدون بصدق نبوتك.
  {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ} فأجاب الله سبحانه وتعالى على المشركين بأنه لا ينزل الملائكة إلى الناس إلا لحكمة ومصلحة، ولا حكمة في تلبية طلبهم لأن إيمانهم يكون لو أعطوا مقترحهم عن اضطرار.
  {وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ٨} ولو أن الله تعالى نزل الملائكة إلى قريش كما اقترحوا لأخذهم بالعذاب ولما أمهلهم إذا لم يؤمنوا.
  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩} أخبر الله سبحانه وتعالى
(١) سؤال: ما إعراب: {لَوْ مَا تَأْتِينَا}؟
الجواب: «لوما» حرف تحضيض، و «تأتينا» فعل مضارع وفاعله مستتر والضمير مفعول به. ومعنى التحضيض: الحث، أي: أن المشركين حثوا رسول الله ÷ على أن يأتيهم بالملائكة إذا كان صادقاً في دعواه النبوة لتشهد له بالنبوة والرسالة أو لتعاقبهم على تكذيبهم.