سورة الإسراء
  الأرض، وكثرة الثمار، وما كان فيها من الخير، وكونها مقصداً لتجارتهم من جميع أقطار الأرض ثم إنها أرض الأنبياء À.
  {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل على موسى التوراة التي فيها هدى بني إسرائيل وطريق نجاتهم.
  {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ٢}(١) وأمرهم ألا يتخذوا إلهاً غيره، وأن يفردوه وحده بالعبادة.
  {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ٣}(٢) وأن بني إسرائيل هم من ذرية من أنجاهم الله سبحانه وتعالى من الغرق، وهم أولاد نوح #، وقد كان أبوكم نوح عبداً شكوراً وجدير بكم أن تقتفوا أثره في شكر الله.
  {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}(٣) أخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل في توراتهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وأنهم سيتكبرون في الأرض، وسيظهرون عليها بالفساد مرتين.
  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا(٤) خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥} فإذا كان إفسادهم الأول فإن الله سبحانه وتعالى سيسلط عليهم قوماً من عباده أهل قتل وقتال، وسيقتحمون بلادهم،
(١) سؤال: فضلاً ما موقع: {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ٢} الإعرابي؟
الجواب: لا محل للجملة من الإعراب؛ لأنها مفسرة.
(٢) سؤال: ما إعراب: {ذُرِّيَّةَ}؟
الجواب: «ذرية» منصوب بتقدير أعني، أي: على الاختصاص، وقيل: منصوب على النداء.
(٣) سؤال: يقال: لماذا عدي {قَضَيْنَا} بـ «إلى» وهو بمعنى: أخبرنا وأعلمنا الذي يتعدى بنفسه؟
الجواب: عدي بـ «إلى» مع أنه بمعنى أعلمنا وأخبرنا لأنه ضُمِّن معنى «أوحينا» الذي يتعدى بـ «إلى».
(٤) سؤال: ما معنى «فجاسوا»؟ وما أصل اشتقاقها؟
الجواب: «جاسوا» الجوس: الاستقصاء في طلب الشيء وبابه قال، تقول: جاس يجوس جوساً.