محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإسراء

صفحة 437 - الجزء 2

  الأرض، وكثرة الثمار، وما كان فيها من الخير، وكونها مقصداً لتجارتهم من جميع أقطار الأرض ثم إنها أرض الأنبياء À.

  {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل على موسى التوراة التي فيها هدى بني إسرائيل وطريق نجاتهم.

  {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ٢}⁣(⁣١) وأمرهم ألا يتخذوا إلهاً غيره، وأن يفردوه وحده بالعبادة.

  {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ٣}⁣(⁣٢) وأن بني إسرائيل هم من ذرية من أنجاهم الله سبحانه وتعالى من الغرق، وهم أولاد نوح #، وقد كان أبوكم نوح عبداً شكوراً وجدير بكم أن تقتفوا أثره في شكر الله.

  {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}⁣(⁣٣) أخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل في توراتهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وأنهم سيتكبرون في الأرض، وسيظهرون عليها بالفساد مرتين.

  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا⁣(⁣٤) خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥} فإذا كان إفسادهم الأول فإن الله سبحانه وتعالى سيسلط عليهم قوماً من عباده أهل قتل وقتال، وسيقتحمون بلادهم،


(١) سؤال: فضلاً ما موقع: {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ٢} الإعرابي؟

الجواب: لا محل للجملة من الإعراب؛ لأنها مفسرة.

(٢) سؤال: ما إعراب: {ذُرِّيَّةَ

الجواب: «ذرية» منصوب بتقدير أعني، أي: على الاختصاص، وقيل: منصوب على النداء.

(٣) سؤال: يقال: لماذا عدي {قَضَيْنَا} بـ «إلى» وهو بمعنى: أخبرنا وأعلمنا الذي يتعدى بنفسه؟

الجواب: عدي بـ «إلى» مع أنه بمعنى أعلمنا وأخبرنا لأنه ضُمِّن معنى «أوحينا» الذي يتعدى بـ «إلى».

(٤) سؤال: ما معنى «فجاسوا»؟ وما أصل اشتقاقها؟

الجواب: «جاسوا» الجوس: الاستقصاء في طلب الشيء وبابه قال، تقول: جاس يجوس جوساً.