سورة الإسراء
  وسيكثرون فيهم القتل، وأخبرهم أن هذا واقع لا محالة، وهؤلاء الذين سلطهم عليهم هم أهل بابل، وهم جيش بخت نصر(١).
  {ثُمَّ رَدَدْنَا(٢) لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} وأخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل أنهم بعد ذلك سيستردون دولتهم وهيبتهم، وسيظهرهم في الأرض.
  {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ٦} وأنه سيمكنهم في الأرض بالأموال والبنين والقوة، والعدة والعدد.
  {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}(٣) وأخبرهم بأنهم إن أحسنوا وعملوا الأعمال الصالحة كان ذلك عائداً عليهم بالثواب والنعيم الدائم، وأنهم إن أساءوا كان وزرهم على ظهورهم، وهم الذين سيتحملون عاقبة وزرهم.
  {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} وهي إفسادهم المرة الثانية في الأرض.
(١) سؤال: على أي دين كان هؤلاء؟ وهل كانوا ملتزمين به؟
الجواب: ليس هناك ما يدل على أن أولئك العباد الذين سلطهم الله على بني إسرائيل كانوا أهل دين سماوي، أم لم يكونوا أهل دين سماوي، إلا أن قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} يدل على أن أولئك كانوا على غير هدى وإلا لما سلط الله تعالى بني إسرائيل عليهم. وقوله: {عِبَادًا لَنَا} فيه دلالة ضعيفة على أنهم كانوا أهل ديانة سماوية.
(٢) سؤال: يقال: كيف نسب الله تعالى رد الكرة لهم إلى نفسه وهي من فعلهم مع أنهم كانوا مفسدين؟
الجواب: نسب الله تعالى ذلك إلى نفسه من حيث أنه تعالى هيأ لهم أسباب الكرَّة والنصر والتمكين والعدد والعدة و ... إلخ، ولم يكونوا مفسدين حينذاك، وقد يكون ما فعلوه بأمر الله تعالى.
(٣) سؤال: يقال: الظاهر أن تستعمل «على» في قوله: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}، فما السر في العدول إلى اللام؟
الجواب: الظاهر هو ما ذكرتم وقد عدل عنه للمناسبة لما قبلها: {لِأَنْفُسِكُمْ}.