سورة الإسراء
  {لِيَسُوءُوا(١) وُجُوهَكُمْ} وهم أهل بابل سيسلطهم الله سبحانه وتعالى عليكم مرة أخرى، وسيمكنهم منكم فيلحقون بكم الأذى والقتل.
  {وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وسيعبثون بمقدساتكم ويخربونها ويستبيحون حرمتها.
  {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ٧} وسيهلكون كل ما يظهرون عليه، وسيدمرون مساكنكم ومزارعكم ومواشيكم، وكل ما ظفروا به منكم أيها اليهود.
  أخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بذلك في التوراة على لسان موسى قبل وقوعه.
  {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} وأخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بأنه بعد إفسادهم في الأرض مرة أخرى، وبعد أن يسلط عليهم عباده في الكرة الثانية بأنه سيرحمهم مرة أخرى، وسيرد عليهم قوتهم ودولتهم.
  {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} وأخبرهم بأنهم إن عادوا إلى الفساد في الأرض فسيسلط عليهم من يعذبهم، وعلى هذا إلى يوم القيامة كلما عادوا عاد عليهم، وكان آخر تسليط عليهم هو أن سلط الله سبحانه وتعالى عليهم هتلر في الحرب العالمية الثانية، قتل نحواً من ستة مليون يهودي، وخرب مساكنهم، والآن قد تراجعوا وعادت لهم هيبتهم، وقد بدأوا في الفساد في الأرض، وقريباً سيسلط الله عليهم من ينتقم منهم، ويقتلهم ويذلهم كما وعد سبحانه وهو لا يخلف الميعاد.
(١) سؤال: يقال: ما هي هذه اللام الداخلة على الأفعال: «يسوءوا، ويدخلوا»؟ ولماذا جيء بجواب الشرط على هذه الصيغة؟
الجواب: جواب الشرط محذوف والتقدير: فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم، فاللام الداخلة لـ «يسوءوا، ويدخلوا» هي لام التعليل وهي متعلقة بـ «بعثناهم».