سورة الإسراء
  {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ٨} وأخبرهم بأنه قد جعل جهنم سجناً للكافرين يعذبهم فيها بعد أن يعذبهم في الدنيا بالخزي والذل والقتل.
  {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ(١) وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩}(٢) أخبر الله سبحانه وتعالى أن القرآن يهدي الناس إلى طريق نجاتهم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بثواب الله والنعيم الدائم.
  {وَأَنَّ(٣) الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٠} وفيه الوعيد لمن كفر بالله سبحانه وتعالى، وأنكر البعث بعد الموت بالعذاب الأليم في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {وَيَدْعُ(٤) الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ١١} أخبر الله
(١) سؤال: مم أخذ قوله: {أَقْوَمُ}؟ وما يكون معناها تبعاً لاشتقاقها؟
الجواب: أخذ من أقام، على غير القياس، وعند سيبويه أنه قياس. والمعنى: أن القرآن يهدي للطريق التي لا ميل فيها ولا اعوجاج ولا لبس ولا خفاء.
(٢) سؤال: ما موضع المصدر المؤول: {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩}؟
الجواب: موضعه الجر بباء مقدرة، والجار والمجرور متعلقان بـ {يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
(٣) سؤال: علام عطف المصدر: {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}؟
الجواب: هو معطوف على: {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩} أي: أنه يبشر المؤمنين ببشارتين: أن لهم أجراً كبيراً، وأن الكافرين معذبون، وكان ذلك بشارة للمؤمنين لما فيه من الإنصاف لهم من الكافرين الذين لقوا منهم ما لقوا من القتل والتعذيب والأذى، و ... إلخ.
ويجوز أن يقدر فعل أي: ويخبر بأن الذين لا يؤمنون ... فيكون من عطف الجمل.
(٤) سؤال: ما الوجه في حذف الواو من {يَدْعُ} هل هو التقاء الساكنين؟ فلماذا لم يحذف في سائر الكلمات؟
الجواب: حذفت في خط المصحف، وخط المصحف سنة لا يقاس عليها، ولا يطلب لذلك علة.