سورة الإسراء
  {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ١٢} وأخبرنا أنه قد فصل لنا كل آياته، ووضحها وبينها لنا.
  {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}(١) وأخبرنا أنه قد ألزم كل إنسان عمله يتحمله في عنقه، وأن كل امرئ مرهون بعمله فعمله هو الذي يوبقه أو يطلقه.
  {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ١٣} وأنه يوم القيامة سيحصي على كل إنسان عمله، وسيعرض عليه صحيفة أعماله يوم القيامة فيرى فيها كل صغير من أعماله وكل كبير {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف: ٤٩].
  {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ١٤}(٢) وسيعرض عليه كتابه ليرى عمله الذي عمله في الدنيا، وسيقرأ ما كتب فيه من أعماله ليحكم كل امرئ على نفسه بما يستحقه، وإن أنكر أو كذب بشيء قد كتب عليه فستأتي الشهود لتشهد عليه عند الله سبحانه وتعالى بالحق.
(١) سؤال: يقال: لماذا سمي العمل طائراً؟
الجواب: الأصل في ذلك أن العرب كانوا يعتقدون أن الطائر الذي يطير من يسار الرجل إلى ناحية يمينه (السانح) سبباً للخير، والعكس سبباً للشر (البارح) يتفاءلون بالأول ويتشاءمون بالثاني، فمن هنا شبهوا عمل الإنسان بالطائر المذكور، والوجه الجامع هو كون المشبه والمشبه به سبباً للشر أو الخير.
(٢) سؤال: ما إعراب: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ١٤}؟
الجواب: «كفى» فعل ماضٍ، والباء حرف جر، و «نفسك» مجرور لفظاً مرفوع محلاً لأنه فاعل كفى، والظرف والجار والمجرور متعلقان بـ «حسيباً»، وحسيبا: تمييز، ويجوز أن يكون حالاً لأنه مشتق بمعنى محاسب أو حاسب.
سؤال: هل في هاتين الآيتين دليل على أن الكَتْبَ حقيقي وأن فيه غرضاً صحيحاً ولطفاً لبني آدم؟ فما رأيكم؟
الجواب: نعم فيهما دليل على ذلك.