محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإسراء

صفحة 480 - الجزء 2

  {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ⁣(⁣١) خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ١٠٠} وأخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين بأن خزائن السماوات والأرض لو كانت بأيديهم لبخلوا بها؛ لأن طبيعتهم البخل والإمساك، وكانوا قد استنكروا على الله سبحانه وتعالى أن يبعث يتيم أبي طالب نبياً، ولماذا لم يجد إلا هذا اليتيم للنبوة؟ ولماذا لم يبعث كبيرا من كبار قريش كعتبة بن ربيعة، أو أبي سفيان، أو الوليد بن المغيرة؟ وأيضاً كان فقيراً وصغير السن بالنسبة لأولئك، وكان عمره أربعين سنة حين مبعثه، فحسدوه على ذلك مع وجود من هو أغنى وأوجه وأكبر منه سناً.

  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا ١٠١} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه قد أرسل موسى إلى فرعون ليستنقذ بني إسرائيل من ظلمه وجبروته، وقد أرسل معه تسع آيات بينات تدل على صدق نبوته، ولكنهم كفروا بها، وكذبوه ورموه بالسحر.

  {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ⁣(⁣٢) إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي


(١) سؤال: ما إعراب: «لو أنتم تملكون» «إذاً»؟ وهل كان يكفي قوله: «لأمسكتم» فما فائدة «إذاً»؟

الجواب: «لو» شرطية «أنتم» فاعل لفعل محذوف يفسره قوله: «تملكون» أي: لو تملكون، و «إذاً» حرف جواب وجزاء، وفائدتها تأكيد ارتباط «لأمسكتم» بالشرط «لو أنتم تملكون» وجاء التأكيد من حيث أنها متضمنة لجملة الشرط، وقد كان يكفي «لأمسكتم» ولكن جيء بها للتأكيد الذي ذكرنا، والله أعلم.

(٢) سؤال: كيف أشار إلى الآيات بـ «هؤلاء» وكان من حقها «هذه» أو نحوها؟

الجواب: قد قالوا: إن الأكثر في «هؤلاء» أن تستعمل فيمن يعقل، فلما وصفت الآيات بصفة من يعقل «بصائر» أي: ذوات بصائر ساغت الإشارة إليها بـ «هؤلاء» وحسنت جداً، لما فيها من التنبيه على قوة الآيات ووضوحها.