سورة الكهف
  إليه، ويحفظهم فيه من هذا الملك الظالم(١).
  ومعنى «مرفقاً»: مكاناً ترتفقون به وتأوون إليه يحفظكم عن عدوكم وتأمنون فيه.
  ثم إنهم ذهبوا إلى الكهف الذي أشار عليهم كبيرهم بالذهاب إليه والاختباء فيه فدخلوا فيه وناموا.
  {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ(٢)} وأخبره أن الشمس كانت إذا طلعت فإنه يميلها عن كهفهم إلى ناحية اليمين؛ لئلا تحرقهم بشعاعها مع طول الوقت، وعند غروبها تعطيهم من أشعتها شيئاً يسيراً(٣)؛ لكي تستفيد منها أجسادهم.
  {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} أي في متسع داخل هذا الكهف.
  {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} وأن هذا كان من تدبيره تعالى إذ صرف الشمس عنهم حتى لا تصيبهم أشعتها إلا ما تحتاج إليه أجسادهم.
(١) سؤال: هل هذا هو المسمى دقيانوس؟ وهل عرف زمانهم؟
الجواب: هو دقيانوس كما يقال، ولا يترتب على معرفة اسم ملكهم ومكانهم وزمانهم فائدة، والفائدة والعبرة هي في معرفة ما قص الله تعالى من قصتهم.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {ذَاتَ الشِّمَالِ} وكيف يكون معناها الموافق لهذا الإعراب؟
الجواب: «ذات الشمال» ظرف مكان متعلق بـ «تقرضهم» والمعنى: أن الشمس تميل إلى جهة الشمال ولا تصيبهم بحرارتها إلا شيئاً يسيراً لا يضرهم ولا يؤذيهم تذهب به عفونة الكهف ويزكو به هواؤه.
(٣) سؤال: لماذا عبَّر الله تعالى بالقرض في الشيء اليسير هنا؟
الجواب: القرض: هو قطع الشيء اليسير من الثوب ونحوه، والقرض هنا هو استعارة، شبَّه يسير إصابة الشمس لهم بقراضة الجلم «المقص» فقال: {تَقْرِضُهُمْ} أي: فتكون الاستعارة تبعية.