محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الكهف

صفحة 493 - الجزء 2

  {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ١٧}⁣(⁣١) وهؤلاء قد هداهم الله سبحانه وتعالى، وقد جعلهم من المهتدين، وأما من ضل عن طريق الحق والهدى فلن يستطيع أحد أن يهديه بعد الله سبحانه وتعالى⁣(⁣٢).

  {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} كانوا في خلال نومتهم تلك فاتحين لأعينهم، وكانوا أيضاً يتقلبون تارة على أيمانهم وتارة أخرى على شمائلهم؛ حفاظاً على أجسادهم من التقرح والتآكل، وكل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى.

  {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} وقد نام كلبهم على باب الكهف باسطاً ذراعيه ماداً لهما، وأدركته رحمة الله تعالى معهم وأحاطت به، وفي ذلك دلالة على أن من صاحب الأخيار فإنه يناله نصيب مما يعطيهم الله سبحانه وتعالى من رحمته⁣(⁣٣).


(١) سؤال: كأن في هذه الآية إشارة إلى أن اهتداءهم هنا هو حسن رعاية الله لهم لا اهتداء الدين والإيمان؛ فما رأيكم؟

الجواب: نعم فيها ما ذكرتم بدليل قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ١٠} وبدليل آخر الآية: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ١٧}.

(٢) سؤال: كيف نُسِبَ الإضلال إلى الله تعالى في هذه الآية؟

الجواب: الإضلال هنا بمعنى الحكم والتسمية أي: من حكم الله تعالى بضلاله وسماه ضالاً ...

(٣) وما أحسن ما قاله الزمخشري في ذلك:

كثر الشك والخلاف وكلٌّ ... يدعي الفوز بالصراط السويّ

فاعتصامي بلا إله سواه ... ثم حبي لأحمد وعليّ

فاز كلبٌ بحبِّ أصحاب كهفٍ ... كيف أشقى بحب آل النبي

ولله دره.