محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الكهف

صفحة 499 - الجزء 2

  وقد قيل: إن ثلاثمائة سنة شمسية تساوي ثلاثمائة وتسع سنين قمرية، ويحتمل أنها ثلاثمائة وتسع سنين شمسية أو قمرية.

  {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}⁣(⁣١) الله تعالى هو العالم بمدة نوم أهل الكهف دون أهل الكتاب، وهو تعالى المختص بعلم مغيبات السماوات والأرض، لا يغيب عن علمه لفظة لافظ ولا همسة هامس ولا صوت وإن دق، ولا يغيب عن علمه متحرك ولا ساكن، وسع كرسيه السماوات والأرض.

  {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ٢٦} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه ليس للمشركين إله يعبد غير الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يشرك أحداً في ملكه وتدبيره لأمر السماوات والأرض وما بينهما.

  {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يستمر على تلاوة آيات القرآن عليهم، وتبليغهم ما أوحي إليه، وأن لا تفتر عزيمته أو تضعف معنوياته لمصادمتهم له بالتكذيب والاستهزاء، وأن لا يبالي بتكذيبهم واستهزائهم.

  {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} وأخبره بأن النصر سيأتيه وأن دينه سيظهر على جميع الأديان، وأخبره أنه لن يبدل وعده هذا، وحثه على الصبر والاستمرار على تبليغ الحجة.


(١) سؤال: لو أعربتم: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} وتحدثتم عن هذا الأسلوب وماذا يعني على ضوء إعرابه، فالمرشد في أمس الحاجة إلى معرفته؟

الجواب: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} أبصر: فعل ماضٍ جاء على صورة الأمر للتعجب، والباء حرف جر، والضمير في «به» هو الفاعل زيدت فيه الباء لإصلاح اللفظ أي: أن الفعل الماضي جاء على صورة الأمر فاستدعى ذلك زيادة الباء لمشابهته للأمر.