سورة الكهف
  {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}(١) بلغهم يا محمد أن أخسر الناس صفقة وأضلهم في أعماله هو الذي يسير في غير الطريق ظناً منه أنه في عين الطريق وأنه على الحق والهدى وهو في الباطل والضلال. ومعنى «ضل سعيهم»: ضاع سعيهم وبطل.
  {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَاءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ١٠٦} ثم ذكر صفة أولئك الأخسرين أعمالاً بأنهم الذين كفروا بالله سبحانه وتعالى وأنكروا البعث بعد الموت، وأخبر أن ما عملوا من أعمال البر محبطة مع كفرهم وتكذيبهم، وأنه لا مقدار ولا ميزان لهم في يوم القيامة بل جزاؤهم جهنم بسبب كفرهم واستهزائهم.
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ١٠٧ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ١٠٨} ثم أخبر عن مصير المؤمنين به والمصدقين بآياته ورسله الذين عملوا مع ذلك الأعمال الصالحة بأنه قد أعدلهم جنات الفردوس ينزلهم فيها، وأنهم خالدون فيها لا يملون ما هم فيه من النعيم أو تصيبهم السآمة والضجر ولا يتمنون أن يتحولوا عنها، وذلك لأن الإنسان في الدنيا يصيبه الملل حتى من الراحة والنعيم، فإذا استمر في ذلك فترة فإنه يحب أن تتغير حالته تلك حتى ولو إلى أسوأ أما جنات الفردوس فلا يلحقهم فيها ملل ولا سآمة.
(١) سؤال: هل تنطبق هذه الآية على أهل البدع المنكرة كالمشبهة والمجبرة والرافضة ونحوهم؟
الجواب: الآية صادقة عليهم وعلى غيرهم من أهل المذاهب الباطلة فكل أهل مذهب يعتقدون أن المذهب الذي نشأوا عليه منذ الصغر ورأوا عليه آباءهم وأمهاتهم وأهل بلادهم هو الحق والصواب وغيره باطل.