محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة مريم

صفحة 549 - الجزء 2

  كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ⁣(⁣١) مَا دُمْتُ حَيًّا ٣١ وَبَرًّا⁣(⁣٢) بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ٣٢ وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ٣٣} فعندها تكلم ذلك الصبي في مهده فاندهشوا من كلامه ذلك وحُسْن جوابه الذي أجابهم به وفصاحته. وقوله: «جعلني مباركاً»: أي كثير النفع للناس.

  {ذَلِكَ⁣(⁣٣) عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ٣٤}⁣(⁣٤) فأخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷: بأن ذلك المولود الذي جعله على تلك الصفات، وآتاه


الجواب: قد قال قوم إنه أوتي الكتاب والنبوة في حال صغره مستدلين بهذه الآية، وذهب آخرون إلى أنه لم يؤت ذلك في صغره، وأن المراد الإخبار بما حكم الله له به من النبوة والكتاب والبر بوالديه، وهذا القول أوفى بالصحة؛ لأن الطفل الرضيع غير عاقل مع ضعف بدنه وضعف مداركه ولا يتأتى منه عمل، وكلام عيسى في المهد قد كان لحكمة ومصلحة عظيمة هي الإرهاص بنبوته والبراءة لأمه مما اتهموها به من الفاحشة والإعلان عن عبوديته وتقريرها في أذهان الناس و ... إلخ.

(١) سؤال: هل علمت صفة الصلاة والزكاة التي أوصي بها عيسى # والمقدار ونحو ذلك؟

الجواب: الله أعلم بكيفية الصلاة التي أوصي بها عيسى # ومقدارها وعددها وأوقاتها.

(٢) سؤال: علام عطف قوله: {وَبَرًّا

الجواب: عطف على قوله: {مُبَارَكًا} في قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا}.

(٣) سؤال: يقال: ما فائدة الإشارة إلى عيسى بالبعيد؟

الجواب: أشير إليه بإشارة البعيد لما سبق من بيان صفاته البشرية التي هي بداية خلقه في بطن أمه و ... إلخ فلوضوحها البين الذي كان في وضوحه وقوة بيانه كوضوح المحسوس المدرك بالعين يراه الناس بعيونهم.

(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب: {قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ٣٤

الجواب: نصب «قول ...» على أنه مفعول مطلق مؤكد لمضمون الكلام السابق في عيسى #، وعلى قراءة الرفع يكون خبر مبتدأ محذوف أي: هذا قول الحق.