سورة مريم
  {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٣٩}(١) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن ينذر قريشاً ويحذرهم يوم القيامة حين لا ينفعهم الندم ذلك اليوم، ولم يبق أمامهم إلا العذاب ينتظرهم فلا مفر لهم منه ولا مهرب.
  {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ٤٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه سيميت جميع من على وجه الأرض، وأنه سيرثها من بعدهم(١)، وكل من كان في يده شيء في الدنيا فليس إلا عارية عنده، وسيرجع الناس جميعاً إليه للحساب والجزاء.
  {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يتلو في القرآن قصة إبراهيم #، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد أراد أن يشتهر ذكره، ويذيعَ صيتُهُ بين جميع الأمم إعلاءً لشأنه ورفعاً لذكره، وهذا من ثواب الله سبحانه وتعالى لإبراهيم في الدنيا.
  {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ٤١} كثير التصديق بالله سبحانه وتعالى، قويَّ الإيمان به.
  {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ٤٢} يعظ إبراهيم # أباه لأنه كان من أهل الشرك بالله تعالى وأهل عبادة الأصنام، وقد استنكرَ عليه فعله ذلك فكيف يعبد شيئاً لا يسمع ولا يبصر، ولا
(١) سؤال: لو أعربتم هذه الآية كاملة وبينتم ظرف قضاء الأمر وظرف الغفلة وحللتم تركيبها طبق ذلك مشكورين؟
الجواب: «يوم» مفعول به ثان لأنذرهم، و «إذ» بدل منه، و «هم في غفلة» جملة حالية من ضمير المفعول به في «أنذرهم» في محل نصب، و «هم لا يؤمنون» جملة حالية في محل نصب من الضمير المذكور أيضاً، والتقدير: أنذرهم حال كونهم على هاتين الحالتين السيئتين.
(٢) سؤال: ما معنى وراثة الله للأرض من بعد الناس؟
الجواب: المعنى: أن الله تعالى أعطى الناس الأرض لينتفعوا بها، وإذا ماتوا عادت إلى الله.