محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة مريم

صفحة 552 - الجزء 2

  {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٣٩}⁣(⁣١) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن ينذر قريشاً ويحذرهم يوم القيامة حين لا ينفعهم الندم ذلك اليوم، ولم يبق أمامهم إلا العذاب ينتظرهم فلا مفر لهم منه ولا مهرب.

  {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ٤٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه سيميت جميع من على وجه الأرض، وأنه سيرثها من بعدهم⁣(⁣١)، وكل من كان في يده شيء في الدنيا فليس إلا عارية عنده، وسيرجع الناس جميعاً إليه للحساب والجزاء.

  {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يتلو في القرآن قصة إبراهيم #، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد أراد أن يشتهر ذكره، ويذيعَ صيتُهُ بين جميع الأمم إعلاءً لشأنه ورفعاً لذكره، وهذا من ثواب الله سبحانه وتعالى لإبراهيم في الدنيا.

  {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ٤١} كثير التصديق بالله سبحانه وتعالى، قويَّ الإيمان به.

  {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ٤٢} يعظ إبراهيم # أباه لأنه كان من أهل الشرك بالله تعالى وأهل عبادة الأصنام، وقد استنكرَ عليه فعله ذلك فكيف يعبد شيئاً لا يسمع ولا يبصر، ولا


(١) سؤال: لو أعربتم هذه الآية كاملة وبينتم ظرف قضاء الأمر وظرف الغفلة وحللتم تركيبها طبق ذلك مشكورين؟

الجواب: «يوم» مفعول به ثان لأنذرهم، و «إذ» بدل منه، و «هم في غفلة» جملة حالية من ضمير المفعول به في «أنذرهم» في محل نصب، و «هم لا يؤمنون» جملة حالية في محل نصب من الضمير المذكور أيضاً، والتقدير: أنذرهم حال كونهم على هاتين الحالتين السيئتين.

(٢) سؤال: ما معنى وراثة الله للأرض من بعد الناس؟

الجواب: المعنى: أن الله تعالى أعطى الناس الأرض لينتفعوا بها، وإذا ماتوا عادت إلى الله.