محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 577 - الجزء 2

  أَمْرِي ٣٢} ودعا الله سبحانه وتعالى أن يجعل له من يعينه في مهمته هذه وتكليفه هذا، وأن يكون هذا المساند أخاه هارون، وأن يجعله نبياً.

  {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ٣٣ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا⁣(⁣١) ٣٤ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ٣٥} فأنت يا رب بصير بنا وعالم بأحوالنا، ولم نعهد منك إلا الخير.

  {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى ٣٦} فأخبره الله تعالى بأنه قد سمع نداءه وأنه قد استجاب له مطلوبه.

  {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى ٣٧} وأخبره الله سبحانه وتعالى بأنه قد امتن عليه بنعمة أخرى غير نعمة النبوة وهي:

  {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ٣٨ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ⁣(⁣٢) الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ⁣(⁣٣) مَحَبَّةً مِنِّي


= أخاه، ولو قدم «أخي» على «هارون» لأفاد أنه سأل الوزارة له لكونه أخاه، وهذا مع ما في تقديم «هارون» من رعاية الفاصلة.

(١) سؤال: إذا قيل: بأن التسبيح الكثير والذكر الكثير يحصل من موسى # بدون إعانة أخيه هارون فكيف جعلها العلة في طلبه الاستعانة بأخيه؟

الجواب: الذكر الكثير يحصل بدون إعانة أخيه ولكن في وجود أخيه بجانبه يذكر الله ويسبحه زيادة نشاط يكثر معه التسبيح والذكر ويتضاعف.

(٢) سؤال: ما السر في الإخبار بإلقاء البحر لموسى على الساحل بصيغة الأمر: {فَلْيُلْقِهِ

الجواب: السر في ذلك أن الله تعالى حكى لموسى الوحي الذي أوحاه إلى أمه: {اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ ...} إلخ، وقد كان الوحي بصيغة الأمر ومن الوحي لأم موسى الأمر للبحر بإلقائه بالساحل بأمر الغائب الذي وضع له اللام «لام الأمر» وأوحي إليها الأمر للبحر بإلقائه بالساحل ليطمئن قلبها على ولدها.

(٣) سؤال: هل معنى {عَلَيْكَ} لأجلك؟ أم أنها على أصل استعمالها فكيف؟

الجواب: «على» مستعملة بمعناها الأصلي أي: ألقى الله على موسى أسباب المحبة من جمال الصورة والحركة والصوت والروى، وليس هناك ما يدعو إلى الخروج عن الظاهر.