سورة الأنبياء
  وعظمته، وكذا ما جعل لعيسى من المعجزات كإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص.
  {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً(١) وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ٩٢} ثم وجه الله تعالى خطابه إلى أهل الإسلام من أمة محمد ÷، فأخبرهم أن الملة واحدة، وأن الدين واحد، وأمرهم أن يدخلوا فيه جميعاً، وأخبرهم أنه لا دين غير هذا الدين الذي جاء به محمد ÷.
  {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} ولكنهم بعد ذلك وبعد أن دعاهم الله تعالى إلى اتباع هذا الدين الواحد تفرقوا(٢) واختلفوا إلى مذاهب شتى وفرق مختلفة فمنهم يهود، ومنهم نصارى، ومنهم مشركون، ومنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الجن، ومنهم من يعبد البشر.
  {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ٩٣} وكل هؤلاء مرجعهم إلينا يوم القيامة وسوف يحاسب كل من خالف هذا الدين الذي جاء به محمد ÷ ثم يدخله جهنم، ولن يدخل الجنة إلا من تمسك بالحق واتبع دين الله سبحانه وتعالى الذي جاء به على لسان نبيه ÷.
(١) سؤال: ما إعراب: {أُمَّةً وَاحِدَةً}؟ وكيف أخبر بـ {أُمَّتُكُمْ} مع عدم تمام الفائدة؟
الجواب: «أمة» حال لازمة، و «أمتكم» خبر أي: أن هذه ملتكم ودينكم لا ملة ولا دين لكم سواها، وبذلك تتم الفائدة.
(٢) سؤال: قد يقال: ظاهر هذا أن المتفرقين هم المخاطبون بقوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} وهم أهل الإسلام فلم يعهد تفرقهم إلى اليهودية والنصرانية و ... إلخ فكيف؟ أم أن المخاطبين جميع المكلفين؟
الجواب: المخاطبون هم أهل الإسلام أولاً وغيرهم أيضاً مخاطبون، أي: لا ملة لكم ولا دين إلا ملة الإسلام ودين الإسلام، وكل ما سواه فباطل فتقطع الناس إلى أديان غير دين الإسلام وتفرقوا عنه.