محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنبياء

صفحة 658 - الجزء 2

  وعظمته، وكذا ما جعل لعيسى من المعجزات كإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص.

  {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً⁣(⁣١) وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ٩٢} ثم وجه الله تعالى خطابه إلى أهل الإسلام من أمة محمد ÷، فأخبرهم أن الملة واحدة، وأن الدين واحد، وأمرهم أن يدخلوا فيه جميعاً، وأخبرهم أنه لا دين غير هذا الدين الذي جاء به محمد ÷.

  {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} ولكنهم بعد ذلك وبعد أن دعاهم الله تعالى إلى اتباع هذا الدين الواحد تفرقوا⁣(⁣٢) واختلفوا إلى مذاهب شتى وفرق مختلفة فمنهم يهود، ومنهم نصارى، ومنهم مشركون، ومنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الجن، ومنهم من يعبد البشر.

  {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ٩٣} وكل هؤلاء مرجعهم إلينا يوم القيامة وسوف يحاسب كل من خالف هذا الدين الذي جاء به محمد ÷ ثم يدخله جهنم، ولن يدخل الجنة إلا من تمسك بالحق واتبع دين الله سبحانه وتعالى الذي جاء به على لسان نبيه ÷.


(١) سؤال: ما إعراب: {أُمَّةً وَاحِدَةً}؟ وكيف أخبر بـ {أُمَّتُكُمْ} مع عدم تمام الفائدة؟

الجواب: «أمة» حال لازمة، و «أمتكم» خبر أي: أن هذه ملتكم ودينكم لا ملة ولا دين لكم سواها، وبذلك تتم الفائدة.

(٢) سؤال: قد يقال: ظاهر هذا أن المتفرقين هم المخاطبون بقوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} وهم أهل الإسلام فلم يعهد تفرقهم إلى اليهودية والنصرانية و ... إلخ فكيف؟ أم أن المخاطبين جميع المكلفين؟

الجواب: المخاطبون هم أهل الإسلام أولاً وغيرهم أيضاً مخاطبون، أي: لا ملة لكم ولا دين إلا ملة الإسلام ودين الإسلام، وكل ما سواه فباطل فتقطع الناس إلى أديان غير دين الإسلام وتفرقوا عنه.