سورة الأنبياء
  {فَمَنْ(١) يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ٩٤} وأن من يعملون الأعمال الصالحة مع الإيمان والتصديق بالله تعالى فهؤلاء لن يضيع الله من أعمالهم شيئاً، وسيوفيهم أجورهم وثوابهم دون أن ينقص عليهم شيئاً حتى مثقال الذرة فهو مكتوب عنده وسيرى جزاءها.
  {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥}(٢) فلا يعذب أحداً أو ينزل عذابه بأهل قرية أو بلاد إلا بعد أن تبلغهم حججه، وبعد أن يظهر تمردهم والقطع بعدم استجابتهم وإيمانهم(٣).
(١) سؤال: فضلاً ما معنى الفاء هنا؟ وما فائدتها؟ وكذا ما معنى «من» في قوله: {مِنَ الصَّالِحَاتِ}؟
الجواب: الفاء سببية للتفصيل، وفائدتها تفصيل أحكام المتفرقين الذين تفرقوا فرقاً وتقطعوا قطعاً، و «من» للتبعيض.
(٢) سؤال: يا حبذا لو تفضلتم بإعراب هذه الآية كاملة؟
الجواب: أقرب أعاريب هذه الآية هو: «حرام» خبر مقدم، «على قرية» جار ومجرور متعلق بحرام، «أهلكناها» جملة في محل جر صفة لقرية، «أنهم لا يرجعون» أن وما في حيزها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، ومعنى الآية هو كما ذكرناه في التفسير أي: أن الله تعالى لا يهلك أهل قرية بالعذاب ويستأصلهم بالعقاب إلا بعد أن يبلغوا الغاية في الكفر والتمرد الذي لا يمكن معه أن يرجعوا إلى الحق والهدى.
(٣) سؤال: هل يصح أن تحمل الآية على امتناع عدم الرجوع بالبعث والنشور على أي قرية قد أهلكها الله تعالى بل يرجعون إليه جميعاً موافقة لسياق: {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ٩٣} أم لا؟ فأوضحوا لنا ما رأيتموه؟
الجواب: يصح تفسيرها بذلك لأنه قد يخطر في الذهن أن هلاكها في الدنيا كاف وأنه نهاية حسابها وجزائها فجاءت الآية لنفي ذلك ولبيان أنه لا بد من رجوعها إلى الله يوم القيامة، وقد فسرت الآية بذلك وهو تفسير مطابق للظاهر، والله أعلم.