سورة الأنبياء
  {حَتَّى(١) إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} أخبر الله سبحانه وتعالى هنا عن علامات الساعة، وهي أن سكان الأرض سيختلط بعضهم ببعض ويموج بعضهم في بعض فيقتل بعضهم بعضاً، وسيعم القتل جميع أقطار الأرض وسكانها؛ وقد قيل: إن يأجوج ومأجوج قوم من الترك يسكنون صحراء سيبيريا والتتر قوم منهم، ومعنى يأجوج ومأجوج خليط من البشر كانوا قطاعاً للطرق قد اجتمعوا في ذلك المكان فسموا بهذا الاسم؛ فإذا كان آخر الزمان فإن الله سبحانه وتعالى سيسلطهم على بعض الناس، وسيترك بعضهم يقتل بعضاً جزاء على خروجهم العام عن طاعته، وإجماعهم على التمرد عليه وتوغلهم في معاصيه، وأخبر أن هذا سوف يكون في آخر الزمان، وأنه من علامات الساعة(٢). ومعنى «من كل حدب ينسلون» أي: يسرعون.
  وأما بالنسبة للمهدي المنتظر فسيبعثه الله تعالى عندما تتهاوى عروش الظالمين، وتتحطم أسلحتهم وحضاراتهم، وعندما يُنْسَفُ كل ما على وجه الأرض من الحضارات والتطور والتقدم الصناعي، وعندما ينتهي جميع جبابرة الأرض فعند ذلك سيكون للإسلام دولة بقيادة آخر أئمة أهل البيت $، ولا يخلف ذلك إلا
(١) سؤال: ما معنى «حتى» هنا؟ وهل هي على قاعدة مطردة في مثل هذا الموضع؟ وأين جواب «إذا» الشرطية؟
الجواب: معنى «حتى» هنا هو الغاية، وهذا المعنى لا يكاد يفارقها سواء كانت جارة أو عاطفة أو ابتدائية، وتسمى «حتى» الواردة في هذا الموضع وما ماثله ابتدائية بمعنى أنه يبتدأ بعدها الكلام أي: أنه لا عمل لها فيما بعدها. ويقال لها - أيضاً - ابتدائية إذا لم تعمل فيما بعدها. وجواب «إذا» قوله: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ ...}.
(٢) سؤال: ما رأيكم أليس آخر الآية: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦} يقوي هذا القيل الذي ذكرتموه؟
الجواب: نعم ذلك يقوي ويشهد للقول الذي ذكرناه.