محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنبياء

صفحة 661 - الجزء 2

  حلول الساعة والقيامة والبعث والنشور والحساب والجزاء وهذا معنى {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.

  {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ٩٧}⁣(⁣١) وأن أبصار الذين كفروا عند ذلك ستكون شاخصة إلى السماء من هول ما يرون من العذاب الذي تيقنوا بحلوله عليهم، وسيظهر عليهم الندم الشديد عند ذلك على ما أسلفوا، ويعترفوا بظلمهم وغفلتهم عن هذه المواقف.

  {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨}⁣(⁣٢) يخاطب الله سبحانه وتعالى الكافرين مهدداً لهم بأنه سيدخلهم جهنم مع آلهتهم التي يعبدونها من دونه، ومعنى «حصب جهنم»: وقودها الذي يهيجها.

  {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ٩٩} وأخبرهم أن هؤلاء الذين يعبدونهم من دونه لو كانوا يستحقون الإلهية والربوبية لما أدخلهم جهنم وعذبهم، وأخبر أيضاً أنه سيخلد العابد والمعبود في نار جهنم.

  {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ١٠٠} من شدة العذاب يجرون أنفاسهم ويخرجونها حتى يُسْمَع صفيرُها من قوة الجر والإخراج، وكذلك ستنسد آذانهم من شدة الألم حتى لا يستطيعون سماع شيء.


(١) سؤال: ما إعراب: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ}؟ ومحل جملة: {يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ

الجواب: الفاء سببية رابطة و «إذا» هي الفجائية و «هي» مبتدأ، «شاخصة» خبر المبتدأ، «أبصار» فاعل شاخصة، وجملة «يا ويلنا قد كنا ...» في محل نصب مقول لقول محذوف.

(٢) سؤال: فضلاً ما محل جملة: {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ٩٨

الجواب: قد وجهوا إعرابها بعدة وجوه وأحسن ما قيل: إنها جملة مستأنفة مؤكدة لما قبلها فمعناها ومعنى الجملة التي قبلها واحد؛ لذلك لا محل لها من الإعراب.