محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النور

صفحة 136 - الجزء 3

  {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} وكذلك لا جناح على الرجل أن يأكل من مكان أباح أهله له الأكل منه وأعطوه مفاتحه، وكذلك أصدقاؤكم لا جناح عليكم أن تأكلوا من بيوتهم؛ لجري العرف والعادة بالتسامح في ذلك.

  {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} رفع الله تعالى الجناح في الأكل في بيوت من ذكر مجتمعين أم متفرقين.

  {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً⁣(⁣١) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} أرشد الله تعالى المؤمنين إذا دخلوا البيوت المذكورة أن يسلموا على أهلها بتحية الإسلام الطيبة المباركة.

  وقوله: {عَلَى أَنْفُسِكُمْ} أراد الله تعالى إخوانكم من المؤمنين، وذلك أن المؤمنين كالنفس الواحدة⁣(⁣٢).

  وقد شرع الله تعالى السلام تحية بين عباده فيما بينهم؛ لأن التحية كانت من قبل فيما بينهم: عِمْ صباحاً، وعِمْت مساءً، وما أشبه ذلك؛ فأرشدهم الله تعالى إلى تحية الإسلام، ووصفها بأنه جعلها كثيرة النفع والبركة لعباده.

  ومعنى «طيبة»: تستلذ بها النفوس وترتاح إليها.

  {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٦١} وهي الأحكام التي فيها تفصيل شرائعه وآدابه يبينها لعباده؛ لكي ينتفعوا بها ويعملوا بأحكامها.

  {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ}⁣(⁣٣) ثم أخبر الله تعالى أنه لا يستحق أن يسمى مؤمناً، ولن


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {تَحِيَّةً

الجواب: مفعول مطلق.

(٢) سؤال: هل هو استعارة أم مجاز فما نوعه؟

الجواب: هو استعارة مبنية على تشبيه الإخوان المؤمنين بالنفس.

(٣) سؤال: يقال: الحصر والقصر في هذه الآية في صفات معينة وفي آية =