محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 143 - الجزء 3

  وكذلك قالوا عن محمد ÷ وعما جاءهم به من القرآن: ليس إلا قصصاً من تلك الأخبار التي سطرها الأولون في بطون الأوراق عما جرى عليهم من الأحداث، وقد استأجر من يكتبها له من المؤرخين وعلماء التاريخ، ثم ادعى أنها من عند الله.

  {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ٦} ثم أمر نبيه ÷ أن يجيب عليهم بأن الأمر ليس كما يزعمون، وإنما هو منزل من عند الله سبحانه وتعالى الذي يعلم كل ما دق وخفي من أمور السماوات والأرض، وأن ما جاء به هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن يخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى قد رحمهم عندما لم يؤاخذهم بسبب تكذيبهم ونسبتهم له إلى الكذب والافتراء، وإن كان المفترض أن ينزل بهم عقابه بسبب ذلك، فأمهلهم وتأنى بهم؛ لأن العفو والرحمة من صفاته.

  {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ⁣(⁣١) وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ٧} ثم لجأوا إلى وسيلة أخرى في محاولة الصد عن دعوة النبي ÷ فقالوا: بأنه لو كان نبياً كما يزعم لما أكل الطعام ومشى في الأسواق، ولكان من جنس غير جنس البشر، أو على الأقل يستصحب معه ملكاً من ملائكة السماء يشهد له بالنبوة والرسالة.

  {أَوْ يُلْقَى⁣(⁣٢) إِلَيْهِ كَنْزٌ} أو يلقي إليه ربه كنزاً من الذهب والفضة.


(١) سؤال: ما إعراب: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ}؟ وما محل جملة: {يَأْكُلُ الطَّعَامَ

الجواب: «ما» اسم استفهام مبتدأ، «لهذا» جار ومجرور خبر، والرسول: بدل من اسم الإشارة، وجملة «يأكل الطعام» في محل نصب حالية.

(٢) سؤال: علام عطف هذا الفعل؟

الجواب: عطف على الفعل الماضي «أنزل»، وهو في معنى المضارع «ينزل»، كما يقول أهل النحو.