سورة الفرقان
  {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(١) ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يُذَكِّر المشركين بيوم القيامة يوم يحشرهم الله تعالى هم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دونه فيجمعهم {فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ١٧} يخاطب المعبودات: هل أنتم الذين دعوتموهم إلى عبادتكم؟ أم عبدوكم من تلقاء أنفسهم؟
  {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} فتجيب هذه المعبودات: بأننا ننزهك يا الله عن ذلك الذي ينسبونه إلينا، وليس ينبغي لنا ذلك، ونحن لم نأمرهم إلا بعبادتك وحدك، فهذا هو جواب تلك المعبودات، كعيسى وعزير والملائكة ونحوهم.
  {وَلَكِنْ(٢) مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ}(٣) وهذا من كلامهم أيضاً:
= مضمراً في النفس وأتى بشيء من لوازمه هو قوله: {مَسْئُولًا ١٦}.
(١) سؤال: فضلاً ما هو العامل في: {يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}؟ وما معنى الفاء الداخلة على «يقول»؟ وإن كان هو العامل في «يوم» فهل يعمل ولو بعد الفاء؟
الجواب: العامل في «يوم» فعل تقديره: اذكر، والفاء في «فيقول» سببية عاطفة.
(٢) سؤال: هل في جواب الملائكة دليل على أنه يجوز نسبة الإضلال إلى الله تعالى من هذا الباب أنه متعهم بالنعم حتى ضلوا؟ وإذا قيل بأن فيه رائحة اعتراض من الملائكة على الله فبماذا يجاب؟
الجواب: نعم، في جواب الملائكة دليل على ما ذكرتم وهي نسبة مجازية وهي شائعة في لغة العرب أي: إسناد الفعل إلى فاعل السبب. وذكرت الملائكة في جوابها سبب ضلال المشركين وهو نعم الله عليهم وعلى آبائهم، وليس ذلك اعتراض؛ لأن الملائكة والمسيح على علم بحكمة الله المتعلقة بتكليف البشر، فهم يعلمون أن التكليف لا يتم إلا بابتلاء المكلفين بالخير، والشر وكم في القرآن من نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}[التغابن: ١٥]، {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك: ٢]، {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ١٥ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ١٦}[الفجر].
(٣) سؤال: قال بعض علمائنا بأن هذه الآية من أعظم الأدلة على هدم مذهب المجبرة فمن أي ناحية؟
الجواب: الآية فعلاً هي دليل واضح على هدم مذهب الجبر، وذلك من حيث إن الله تعالى سيسأل =