سورة الشعراء
  أنها نعمة لا تستحق الذكر؛ لأنك سخرت بني إسرائيل في أعمالك واتخذتهم عبيداً(١) ممتهنين في طاعتك.
  {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا(٢) رَبُّ الْعَالَمِينَ ٢٣} عندما أخبره موسى # أنه مرسل إليه من رب العالمين سأله فرعون: ما هو رب العالمين هذا الذي تأمرنا بعبادته؟
  {قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ(٣) كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ٢٤} فأجابه موسى بآثاره الدالة عليه وعلى ربوبيته.
  {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ٢٥} التفت إلى قومه ليُعَجِّبهم من مقالته هذه؛ إذ يدعي لهم إلهاً غيره.
  {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ٢٦} أجاب موسى مرة ثانية: بأن رب
(١) سؤال: يقال: كيف ساغ لموسى أن يجيب بالاستنكار على تعبيد بني إسرائيل، مع أن فرعون يتمنن عليه بشيء واقعي هو تربيته وحضانته؟
الجواب: ساغ لموسى أن يجيب بالاستنكار على تعبيد بني إسرائيل لأن نعمة فرعون على موسى بالتربية والحضانة مع ما يقوم به فرعون من امتهان بني إسرائيل الذين هم قوم موسى وإخوته وتسخيرهم في خدمته وقتل أبنائهم و ... إلخ لا يعد نعمة، فمن أطعمك أو كساك ثم قتل أخاك وأبناء أخيك وأبناء عمومتك وأبناء أخواتك و ... إلخ لا يعد من المحسنين الذين يلزمك شكر نعمتهم، وهذا أمر متقرر في العقول، مع أن ما فعله فرعون لموسى من التربية والحضانة لم يكن بدافع الإحسان إلى موسى وإنما كان بدافع مصلحة مرجوة خاصة لفرعون وزوجته وذلك رجاء منفعة موسى لهما أو أن يكون لهما ولداً، {لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٩}[القصص].
(٢) سؤال: هل في قوله: {وَمَا رَبُّ} دليل على بلوغه الغاية في التمرد حيث استخدم «ما»؟
الجواب: نعم في ذلك دليل على تمرد فرعون وكبره وذلك من حيث إنه عبر بـ «ما» التي يستفهم بها عن المجهول.
(٣) سؤال: ما فائدة الشرط هذا وأين جوابه؟
الجواب: فائدته استبعاد الإيمان من فرعون وملئه، وجواب الشرط محذوف أي: نفعكم هذا الجواب.