سورة الشعراء
  مُجْتَمِعُونَ ٣٩} فجمع فرعون سحرة مصر وجمع الناس جميعاً في ساحة واحدة.
  {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ٤٠} هذا من كلام فرعون يقول لملئه: إنه سيتبع السحرة إذا غلبوا موسى، وإن لم يغلبوه فسيتركهم ولا يتبعهم ويعدل إلى اتباع موسى؛ ليموه على الناس أنه منصف وأن موسى ساحر، وقد علم أن موسى ليس بساحر(١) وأنه نبي من عند الله وأن ما جاء به آيات حق من عند الله.
  {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ(٢) لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ٤١ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٤٢} طلبت السحرة من فرعون الأجرة على غلبتهم لموسى؛ فوعدهم فرعون بالأجرة، وبأنه سيقربهم إليه، وسيجعلهم من حاشيته وأتباعه إن هم غلبوا موسى وسحره.
  {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا(٣) أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٤٣ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ٤٤} بعد أن اجتمعوا أمرهم موسى بأن يبدأوا، فألقوا ما أجلبوا به من السحر واثقين بالنصر والظفر على موسى وعصاه، مستعينين(٤) على ذلك بعزة فرعون الذي هو ربهم، وذلك كما يقول المسلم: «بحول الله وقوته».
(١) سؤال: يقال: من أين نستوحي علم فرعون بأن موسى كذلك؟
الجواب: استوحي ذلك من قوله تعالى في سورة النمل عن فرعون وقومه: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ١٣ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ١٤}.
(٢) سؤال: ما فائدة دخول الاستفهام على «إن»؟
الجواب: فائدتها الاستفهام عن صحة الخبر المؤكد الذي سمعوه: إن لكم لأجراً إن غلبتم موسى.
(٣) سؤال: ما فائدة الإبهام لما سيلقونه؟
الجواب: فائدته إظهار التهاون بسحرهم وعدم المبالاة به.
(٤) سؤال: يقال: ظاهر كلامكم أن الباء في قوله: {بِعِزَّةِ} للاستعانة، أفلا تكون للقسم؟
الجواب: تحتمل الباء القسم والاستعانة، وقد فسرت بالوجهين.