محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 220 - الجزء 3

  {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ٢١٧} واستمر في مواصلة التبليغ والدعوة متوكلاً على الله، ولا تخف من أحد؛ فالله تعالى ناصرك ومعينك، وسيكفيك شرهم وأذاهم.

  {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٢٢٠} ثم وصف تعالى نفسه بأنه يرى قيامك في عبادة الليل، وتفقدك لأحوال المؤمنين، فهو⁣(⁣١) المطلع على كل أعمالكم، ما خفي منها وما ظهر.

  {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ⁣(⁣٢) عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٢٢٢ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ٢٢٣}⁣(⁣٣) وأن الشياطين لا تذهب إلا إلى أولئك الأفاكين والكذابين فتنقل لهم ما استرقته من السمع، وتزيد على ذلك الكذب والافتراءات والأخبار التي تختلقها من عند أنفسها.

  {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ٢٢٤} وأما أنت يا محمد فأتباعك هم المؤمنون وأهل الهدى فلست بشاعر، وقد كان المشركون يقولون: إن محمداً ÷ شاعر، وتارة يقولون: ساحر، وتارة أخرى: مجنون.


(١) سؤال: قد قيل بأن معنى {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩}: صلاتك مع المصلين؛ فما مدى صحة ذلك؟ وما معنى «في» في قوله: {فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩} على كلا التفسيرين؟

الجواب: قد فسرت الآية بالوجهين: الذي ذكرنا، والذي ذكرتم، وبغيرهما، وكلها تفسيرات مروية، وكلها محتملة، إلا أنه لم يرو أن النبي ÷ والمؤمنين كانوا يجتمعون أوقات الصلوات في مكة ليصلوا جماعة؛ لذلك عدلنا عما ذكرتم في التفسير. ومعنى «في» التي في قوله: {فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩} الظرفية على التفاسير جميعاً.

(٢) سؤال: ما فائدة الإتيان بالاستفهام قبل الإخبار في هذه الآيات؟

الجواب: فائدته حملهم على الإصغاء إلى الجواب، وتهيئتهم وفتح آذانهم إلى سماعه.

(٣) سؤال: ما محل جملة: {يُلْقُونَ السَّمْعَ}؟ وجملة: {وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ٢٢٣

الجواب: «يلقون السمع» يجوز أن تكون مستأنفة فلا محل لها، ويجوز أن تكون نعتاً لـ «كل» فمعنى كل الجمع فيكون محلها الجر، أو نعتاً لـ «أفاك» فيكون محلها الجر، أو حالاً من فاعل «تنزل» فيكون محلها النصب. «وأكثرهم كاذبون» في محل نصب حال من فاعل يلقون.