سورة النمل
سورة النمل
  
  {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ١}(١) في الإشارة تفخيم لشأن هذه السورة التي وَضُحَتْ حججها ودلالاتها لمن استمع إليها وتدبر معانيها، غير أن المشركين كانوا معرضين عنه أشد الإعراض، فكلما قرأ النبي ÷ عليهم القرآن أخذوا برفع أصواتهم بالضجيج والضحك حتى لا يسمعوه وهو يقرأ.
  {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ٢}(٢) وأخبر أن آيات القرآن يهتدي بها المؤمنون، وفيها تبشيرهم بالثواب العظيم والأجر الجزيل في الآخرة والحياة الهنيئة والسعيدة في الدنيا.
  {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٣}(٣) ثم
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب هذه الآية كاملة؟ وهل في عطف المنكَّر «كتاب» على المعرَّف ما يخالف القاعدة فلماذا؟ أم أنها جارية على القواعد؟
الجواب: «طس» خبر لمبتدأ محذوف أي: هذه طس، و «تلك» مبتدأ «آيات القرآن» خبره، «وكتاب» معطوف على القرآن. ولا مانع من عطف النكرة على المعرفة وإنما نكر لتفخيم شأن الكتاب وتعظيمه.
(٢) سؤال: ما إعراب: {هُدًى وَبُشْرَى}؟
الجواب: «هدى وبشرى» خبر لمبتدأ محذوف أي: هو هدى وبشرى.
(٣) سؤال: ما العلة في عطف الجملة الاسمية: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ ...} على الفعلية: {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}؟ وما فائدة تكرير الضمير «هم»؟
الجواب: عطفت الاسمية على الفعلية لقصد إفادة الثبوت والدوام في المعطوفة أي: أنهم ثابتون على الإيقان مستمرون عليه لا ينفكون عنه. وفائدة تكرير الضمير «هم» هو أن أصل الكلام: هم يوقنون بالآخرة فقدم الجار والمجرور للاهتمام فصار الكلام: هم بالآخرة يوقنون، فلما فصل الجار والمجرور بين الضمير ويوقنون دعت الحال إلى تطرية ذكر الضمير وتجديده ليليه الخبر من غير فاصل وذلك من أجل العناية بالحصر والقصر.