سورة النمل
  {إِذْ(١) قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ(٢) لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ٧} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ قصة موسى عندما أوحى إليه واصطفاه للنبوة والرسالة، فبعد أن أكمل السنين التي استأجره نبي الله شعيب # - وهي ثمان سنوات أو عشر إن تطوع موسى بإتمامها - أخذ امرأته وسافر بها، ثم إن الليل أظلم عليه وهو في الطريق، وأصابهم البرد الشديد، وأيضاً أضاعوا الطريق بسبب الظلمة الشديدة، فرأى(٣) موسى ناراً على مسافة منهم فأمر أهله بأن ينتظروا حتى يذهب ليبحث لهم عن دليل يخبرهم بالطريق، أو ليأتي لهم بنار يستدفئون بها.
  {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ(٤) مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} فلما وصل موسى عند النار سمع صوتاً يناديه بأن هذه النار مباركة، وما(٥) فيها من النداء مبارك
(١) سؤال: بماذا تعلق هذا الظرف رغم أنه لم يتقدم له عامل في الظاهر؟
الجواب: هو معمول لفعل محذوف تقديره: اذكر إذ قال موسى.
(٢) سؤال: ما العلة في تسمية النار التي يأتيهم بها بـ «شهاب قبس»؟
الجواب: سميت شهاباً لأنها تشتعل وتلتهب، وسميت قبساً لأنها مقتبسة من النار أي: مأخوذة منها.
(٣) سؤال: ما العلاقة بين الرؤية والمؤانسة حتى كانت معناها؟
الجواب: قالوا: إن أصل المؤانسة وضوح الأمر للعين عن بعد ثم استعير للتبين والمعرفة في قوله تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا ..}[النساء: ٦]، {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}[القصص]، أي: رآها عن بعد.
(٤) سؤال: ما محل: {أَنْ بُورِكَ} الإعرابي؟ أم أنَّ «أن» فيه تفسيرية؟
الجواب: «أن» هنا تفسيرية فلا محل لذلك من الإعراب.
(٥) سؤال: يقال: إذاً فما المسوغ لاستخدام «من» في قوله: {مَنْ فِي النَّارِ} وهي للعاقل؟ أم ترون صحة حملها على الملائكة؟ وكيف نجمع بين هذا وهو أن النداء من النار وبين قوله: {فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ}[القصص: ٣٠]؟
الجواب: الذي سوغ استعمال «من» وهي للعاقل أن النداء والكلام من صفات العقلاء فساغ لذلك استعمال «من». والجمع يكون بأن يقال: بأن النار التي رآها موسى عن بعد كانت نوراً يتوهج ويتوقد كالنار في البقعة المباركة وكانت الشجرة في تلك البقعة المباركة فصح لذلك أن النداء =