محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النمل

صفحة 224 - الجزء 3

  {إِذْ⁣(⁣١) قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ⁣(⁣٢) لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ٧} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ قصة موسى عندما أوحى إليه واصطفاه للنبوة والرسالة، فبعد أن أكمل السنين التي استأجره نبي الله شعيب # - وهي ثمان سنوات أو عشر إن تطوع موسى بإتمامها - أخذ امرأته وسافر بها، ثم إن الليل أظلم عليه وهو في الطريق، وأصابهم البرد الشديد، وأيضاً أضاعوا الطريق بسبب الظلمة الشديدة، فرأى⁣(⁣٣) موسى ناراً على مسافة منهم فأمر أهله بأن ينتظروا حتى يذهب ليبحث لهم عن دليل يخبرهم بالطريق، أو ليأتي لهم بنار يستدفئون بها.

  {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ⁣(⁣٤) مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} فلما وصل موسى عند النار سمع صوتاً يناديه بأن هذه النار مباركة، وما⁣(⁣٥) فيها من النداء مبارك


(١) سؤال: بماذا تعلق هذا الظرف رغم أنه لم يتقدم له عامل في الظاهر؟

الجواب: هو معمول لفعل محذوف تقديره: اذكر إذ قال موسى.

(٢) سؤال: ما العلة في تسمية النار التي يأتيهم بها بـ «شهاب قبس»؟

الجواب: سميت شهاباً لأنها تشتعل وتلتهب، وسميت قبساً لأنها مقتبسة من النار أي: مأخوذة منها.

(٣) سؤال: ما العلاقة بين الرؤية والمؤانسة حتى كانت معناها؟

الجواب: قالوا: إن أصل المؤانسة وضوح الأمر للعين عن بعد ثم استعير للتبين والمعرفة في قوله تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا ..}⁣[النساء: ٦]، {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}⁣[القصص]، أي: رآها عن بعد.

(٤) سؤال: ما محل: {أَنْ بُورِكَ} الإعرابي؟ أم أنَّ «أن» فيه تفسيرية؟

الجواب: «أن» هنا تفسيرية فلا محل لذلك من الإعراب.

(٥) سؤال: يقال: إذاً فما المسوغ لاستخدام «من» في قوله: {مَنْ فِي النَّارِ} وهي للعاقل؟ أم ترون صحة حملها على الملائكة؟ وكيف نجمع بين هذا وهو أن النداء من النار وبين قوله: {فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ}⁣[القصص: ٣٠]؟

الجواب: الذي سوغ استعمال «من» وهي للعاقل أن النداء والكلام من صفات العقلاء فساغ لذلك استعمال «من». والجمع يكون بأن يقال: بأن النار التي رآها موسى عن بعد كانت نوراً يتوهج ويتوقد كالنار في البقعة المباركة وكانت الشجرة في تلك البقعة المباركة فصح لذلك أن النداء =