محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 169 - الجزء 1

  {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ٢٧٩} فلا تأخذوا إلا رؤوس أموالكم إذا تبتم ورجعتم إلى الله⁣(⁣١).

  {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} إذا كان المديون معسراً فأمهلوه إلى أن يتيسر له القضاء، ولا تضيقوا عليه⁣(⁣٢).

  {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٨٠} إذا كان المديون فقيراً لم يستطع تسديد ما عليه فالمسامحة أفضل لكم عند الله، وسيعوضكم الله أكثر مما فات عليكم.

  {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} يعني يوم القيامة، فهو يوم الحساب الدقيق على كل صغيرة وكبيرة. {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٢٨١} كل نفس ستلقى جزاء كسبها ولا يظلم الله أحداً ولو مثقال ذرة فسيجازيه عليه ويحاسبه.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}⁣(⁣٣) هذه الآية


(١) سؤال: إذا تاب شخص من بيع التقسيط، فهل يحل له من الزيادة بعضها يعني مثل التي يزيدها من يبيع نقداً؟ أم لا تحل الزيادة جميعها إذا كانت لا زالت عند المشتري؟

الجواب: الذي يظهر لي - والله أعلم - الترجيح لتحريم الزيادة كلها التي زادها البائع من أجل الدين، وذلك للاحتياط وتغليب جانب الحظر.

(٢) سؤال: هل الإمهال والإنظار واجب؟ وإذا كان واجباً فقد يقول التائب إنه لحقه ظلم بسبب تركه للزيادة وتأجيل رأس المال فهو قريب من الضياع، فكيف يجاب عليه؟

الجواب: يقال له: لا سبيل لك إلى الزيادة؛ لأن الله تعالى حرمها وحكم في كتابه أن ليس لك إلا رأس مالك، وما دام رأس مالك محفوظاً فلست بمظلوم، غاية ما في الأمر أن رأس مالك محبوس في ذمة الفقير إلى أن يتمكن من تأديته، وأنت الذي وضعته بيدك في حبس الفقير، ولم يفوت عليك الفقير شيئاً من مالك الذي أعطيته.

(٣) سؤال: هل الأمر فيها للوجوب؟ أم للإرشاد؟ وما وجه ذلك؟

الجواب: الأمر للإرشاد والوجه:

- ما علم أن لصاحب الدين أن يتنازل عن دينه للمدين، وله أن يتساهل فيه إن قضاه المدين فبها ونعمت، وإن لم يتيسر له القضاء تركه له. =