محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 170 - الجزء 1

  تسمى آية الدين، ذكر الله فيها أحكام تداين المسلمين فيما بينهم؛ وقد أمر الله المؤمنين بكتابة الدين وتحديد مدته وأجله؛ لأجل ألا تضيع أموالكم فاحفظوها بالكتابة والإشهاد.

  {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ⁣(⁣١) اللَّهُ} كان الكتبة في ذلك الوقت قليلاً، فأمر الله الكتبة أن يكتبوا بالعدل ونهاهم أن يتأبوا من الكتابة، {فَلْيَكْتُبْ} الكاتب إذا دعي إلى كتابة الدين، {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} الذي عليه الدين يملل للكاتب وهو يكتب: عليَّ وفي ذمتي كذا ... إلخ.

  {وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} ونهى الله تعالى من عليه الدين أن ينقص مما عليه شيئاً.

  {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} الذي عليه الحق إن كان صغيراً أو ضعيفاً⁣(⁣٢) أو لا يستطيع


= - وما تقرر أن للمالك أن يتصرف في ماله في غير معصية الله، ولجري عادة المسلمين بعدم كتابة الدين في كثير من معاملاتهم من غير إنكار من العلماء.

- ولا خلاف - فيما أعتقد - في أن الرهن غير واجب، وهو بدل الكتابة.

- ومن القرائن على أن الأمر للإرشاد أن الكتاب المشتغلين بالكتابة يأخذون الأجرة على كتابة الوثائق بما فيها وثائق الدين من غير استنكار فيما نعلم.

(١) سؤال: ما المراد بقوله: {كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ

الجواب: المراد التذكير للكاتب بنعمة الله عليه في تعليمه علم الكتابة؛ ليبعثه على أداء شكر هذه النعمة؛ فيسارع إلى الكتابة ولا يتأبى إذا دعي إليها، والكاف في «كما» تفيد التعليل.

(٢) سؤال: ما الفرق بين قوله: {ضَعِيفًا} وقوله: {أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ

الجواب: الفرق أن المراد بالضعيف هو ضعيف العقل لصغر أو كبر أو جنون، والمراد بـ {لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ} أن تكون عدم الاستطاعة لخرس باللسان أو عيٍّ لا يقدر معه أن يملي على الكاتب والشهود ما يلزم. =