محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة العنكبوت

صفحة 349 - الجزء 3

  سبحانه وتعالى تمرداً عليه وكفراً بنعمته عليهم، وليتمتعوا في الدنيا ويمتعوا أنفسهم بأعمال الكفر والضلال، ولكنهم سوف يعلمون عاقبة فعلهم هذا عندما يعاينون نزول العذاب بهم، وسيندمون على ذلك أشد الندم.

  {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ٦٧} يخاطب الله سبحانه وتعالى قريشاً ويوبخهم لماذا لا يشكرون الله تعالى، ويرجعون إليه؟ وقد أنعم عليهم دون سائر العرب بهذه النعمة العظيمة، وهي ما جعل لهم من الحرمة لأنفسهم، ولبلدهم يسيرون آمنين مطمئنين في سائر البلاد دون أي خوف⁣(⁣١)، بينما بقية العرب في خوف شديد وحرب وقتل وقتال وثارات، لا يستطيع أحد أن يأمن على نفسه إن خرج من بلده، وكانت العرب تسمي قريشاً أهل الله، فلا تعتدي على أحد منهم أو تعترض طريقه لما جعل الله سبحانه وتعالى لهم من الحرمة بحرمه الآمن؛ فلماذا يذهبون إلى عبادة الأصنام ويتركون عبادة الذي أنعم عليهم بهذه النعمة، وهم يعلمون أنه الذي يستحق العبادة والشكر؟

  ومعنى «يتخطف»: يتعرض الناس لنهب الأموال والقتل والاسترقاق.

  {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا⁣(⁣٢) جَاءَهُ أَلَيْسَ⁣(⁣٣) فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٦٨} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا أحد أضل وأظلم


الجواب: اللام لام التعليل، ويجوز أن تكون لام العاقبة، أو لام الأمر، ويكون الأمر للتهديد.

(١) سؤال: من فضلكم هل هناك دلائل أخرى على أمن قريش خارج الحرم؟

الجواب: نعم، هناك دليل واضح في سورة قريش: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ٢}.

(٢) سؤال: ما إعراب «لما» في قوله: {لَمَّا جَاءَهُ

الجواب: «لما» اسم شرط، و «جاءه» جملة الشرط.

(٣) سؤال: وماذا يفيد الاستفهام في قوله: {أَلَيْسَ

الجواب: الاستفهام لتقرير ما بعد النفي، أو لإنكار النفي والمنفي.