محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة العنكبوت

صفحة 350 - الجزء 3

  من ذلك الذي يفتري على الله الكذب ويدعي على الله أنه الذي أمره بالشرك وعبادة الأصنام، وكذلك ذلك الذي يكذب بما جاء به القرآن والنبي ÷، فقد بلغ هؤلاء الغاية والنهاية في الكفر والعصيان.

  أراد الله تعالى بهؤلاء الذين هذه صفتهم - قريشاً؛ لأنهم هم الذين افتروا الكذب على الله تعالى، وصدوا عن دعوة النبي ÷ وكذبوا بها.

  {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا⁣(⁣١) لَنَهْدِيَنَّهُمْ⁣(⁣٢) سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩}⁣(⁣٣) ثم أثنى الله سبحانه وتعالى على أولئك الذين يُجِدُّون في عبادته وفي الدعوة إليه، ويصبرون على طاعته وعلى الأعمال الصالحة، فأخبر تعالى بأنه سيزيد هؤلاء من التنوير في قلوبهم الذي يهتدون به إلى معرفة الحق وإلى طريق الجنة، وأنه معهم بنصره وحفظه وتأييده.

  * * * * *


(١) سؤال: هل «في» التي في قوله: «فينا» على بابها أم لا، فكيف؟ ولماذا سمى الله الجد في العبادة والدعوة مجاهدة؟ وهل يحق لنا أن نسمي إرشاد المرشدين أيدهم الله جهاداً؟ فما وجه ذلك؟

الجواب: «في» على بابها كالتي في: {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢١٨]، و {جِهَادًا فِي سَبِيلِي}⁣[الممتحنة: ١]، وسمي مجاهدة لما في ذلك من إبلاغ الجهد في الطاعة؛ فيكون الإرشاد جهاداً لما فيه من إجهاد النفس في الدعوة والإرشاد.

(٢) سؤال: هل الفعل «نهدي» يتعدى إلى مفعولين حتى نصب سبلنا؟ أم على أي وجه كان نصبه؟

الجواب: «هدى» ومشتقاته يتعدى إلى المفعول الثاني بنفسه وبالحرف، كل ذلك جاء.

(٣) سؤال: ما المقصود بالمحسنين المذكورين في الآية؟ وما إعراب: «لمع»؟

الجواب: المراد بالمحسنين المجاهدون في الله، وإنما جاء بالظاهر لينوه بالثناء عليهم بالإحسان. واللام في «لمع» هي المزحلقة، و «مع» ظرف مصاحبة متعلق بمحذوف خبر «إن».