محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الروم

صفحة 353 - الجزء 3

  ملك الروم فعندما قرأ كتاب النبي ÷ تمعن فيه وعرف أن ما جاء به هو الدين الحق، وأنه نبي من عند الله سبحانه وتعالى، وبعد قراءته لكتاب النبي ÷ جمع أعيان دولته وأشرافها، وقرأ عليهم كتاب النبي ÷، وشاورهم في أمره، واقترح عليهم أن يدخلوا في دينه؛ لأنه النبي الموعود الذي بشر به عيسى #، ولكن قومه غضبوا من اقتراحه عليهم ذلك الاقتراح، واعترضوا عليه فاعتذر إليهم بأنه إنما كان يختبر قوة إيمانهم وتمسكهم بدينهم؛ فهذا يدل على أنهم كانوا أقرب مودة للمؤمنين.

  وقد قص الله سبحانه وتعالى على نبيه هذه القصة قبل حدوثها بحوالي سبع سنين مما يدل على أن القرآن من عند الله تعالى، وأنه حق وصدق.

  {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذا وعد منه، ولا بد أن يقع؛ وفعلاً فقد وقع ذلك كما أخبر به النبي ÷.

  {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٦} فأكثرهم لا زالوا على الكفر، ولن يصدقوا وعد الله هذا.

  {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا⁣(⁣٢) مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ٧}⁣(⁣٣)


(١) سؤال: علام نصب قوله: {وَعْدَ اللَّهِ}؟ وما محل جملة: {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}؟ وهل عرفت السنة التي تحقق فيها هذا الوعد؟

الجواب: انتصب «وعد الله» على أنه مصدر مؤكد لمضمون الكلام الذي قبله. ولا محل لجملة «لا يخلف الله وعده» لأنها علة، أي: في جواب سؤال مقدر. وقد تحقق ذلك الوعد في يوم بدر أي: في السنة الثانية من الهجرة.

(٢) سؤال: ما محل جملة {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا}؟ ولم فصلت هذه الجملة عن سابقتها؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها عطف بيان للجملة التي قبلها.

(٣) سؤال: ما السر في تكرير الضمير «هم» في قوله: {هُمْ غَافِلُونَ ٧

الجواب: سبب التكرير هو أنه لما فصل قوله: «بالآخرة» بين الضمير وبين «غافلون» استدعى ذلك تجديد ذكره وذلك للاهتمام بالتخصيص.