محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة السجدة

صفحة 412 - الجزء 3

  {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ١٥}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يصدق بآياته ويؤمن بها إلا أولئك الذين إذا ذَكَّرَهم أحدٌ بالله تعالى خافوا وتذكروا عذابه وسخطه وأذعنوا لأوامره، وخضعوا له وتواضعوا لعظمته وجلاله.

  {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ١٦} أراد الله تعالى أنه لا يؤمن بآياته إلا أولئك الذين هذه صفتهم⁣(⁣٢)، وهم الذين يهجرون أماكن نومهم لأجل إحياء الليل بعبادة الله تعالى والتضرع بين يديه لينجيهم من عذابه وسخطه، ويحقق طمعهم فيما عنده من الثواب، ويتوسلون إليه بأن يقبل منهم ما يخرجونه إلى فقرائهم من النصيب الذي أوجبه عليهم في أموالهم؛ يخبر الله تعالى نبيه محمداً ÷ بأن هؤلاء الذين هذه صفتهم هم الذين سيستجيبون له ويقبلون ما جاء به. ومعنى «تتجافى جنوبهم»: ترتفع عن المراقد.

  {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً⁣(⁣٣) بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧} فلا يستطيع أحد أن يصف ذلك النعيم الذي أعده الله سبحانه


(١) سؤال: ما إعراب «سجداً»؟ وما معنى الباء في قوله: {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}؟ وهل التسبيح على حقيقته؟

الجواب: «سجداً» حال من فاعل «خروا»، والباء للملابسة والمصاحبة، أي: خروا سجداً حال كونهم متلبسين بحمد ربهم أي: حامدين ربهم. والتسبيح حقيقي؛ إذ لا داعي لإخراجه عن حقيقته.

(٢) سؤال: إذاً فما محل جملة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ}؟ وكذا جملة: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ

الجواب: هاتان الجملتان مستأنفتان لتقرير ما تضمنته الآية التي سبقتهما، ويصح أن يكونا حاليتين، وعلى كلا التقديرين فالحصر متناول لهما.

(٣) سؤال: ما إعراب: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧

الجواب: «جزاءً» مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة. «بما كانوا يعملون» الجار والمجرور متعلق بجزاءً، و «ما» مصدرية مسبوكة بما بعدها بمصدر أي: بعملهم.