سورة السجدة
  وتعالى لأهل هذه الصفة(١).
  {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}(٢) أنكر المشركون البعث والجزاء والجنة والنار، وبإنكارهم هذا يستوي عندهم المؤمن والفاسق والظالم والمظلوم والشاكر والكافر؛ لأن الجميع يموتون وينتهي بموتهم كل شيء فاستنكر الله تعالى عليهم ظنهم هذا وعقيدتهم هذه ورد عليهم بأنه لا بد من الجزاء لكل بما يستحقه في الدار الآخرة.
  {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا(٣) بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٠} فلا(٤) بد أن
(١) سؤال: هل المراد من الوصف الذي لا يستطاع معرفة تفاصيله لكون الجملة معروفة في الغالب أم ماذا؟
الجواب: لا يستطاع معرفة تفاصيله لعدم قدرته على معرفة التفاصيل ولو فصلت له، وذلك لأن العقل لا يفهم ما يوصف له حق الفهم إلا إذا كان قد عرف في الدنيا مثل ما يوصف له أو يقاربه، وما أعده الله تعالى في الجنة لا يشبه ما رأيناه وتنعمنا به في الدنيا إلا في الاسم دون الوصف، ألا ترى أن الذي يولد أعمى لا يمكنه أن يعرف ويفهم الألوان أي: كيفيتها وليس في قدرته أن يتصورها كما نتصورها، وهكذا الذي يولد بغير حاسة الشم أو الطعم.
(٢) سؤال: ما إعراب جملة: «لا يستوون»؟
الجواب: الجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة لتقرير الجملة التي قبلها أي: أنها بمنزلة الجملة المؤكدة، والجملة: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} خبرية في المعنى؛ لأن الاستفهام فيها تقريري.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «نزلاً» بالتفصيل؟
الجواب: «نزلاً» مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة التي سبقته.
(٤) سؤال: هل صح ما يروى في هذه الآيات أنها نزلت في أمير المؤمنين # والوليد بن عقبة؟ وما يترتب على صحة نزولها فيهما؟
=