سورة السجدة
  الدنيا لعل ذلك أن ينفع فيهم فيرجعوا إلى هداهم وصوابهم ورشدهم؛ وفعلاً فقد عذبهم الله تعالى بالجدب والفقر نحواً من سبع سنين ولكنهم لم يرجعوا(١).
  {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ٢٢}(٢) فلا أحد أظلم من قومك يا محمد فقد ذكرتهم بالقرآن وبآيات الله سبحانه وتعالى، ولكنهم أعرضوا وتمردوا، وسوف ننتقم منهم جزاءً على تكذيبهم وإعراضهم.
  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٣} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد أنزل التوراة على
(١) سؤال: في أمالي المرشد بالله روايات ظاهرها الصحة عن الباقر وزين العابدين في غالب ظني أن العذاب الأدنى عذاب القبر، فما رأيكم في ذلك؟ وكيف نوجه: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢١} على هذا التفسير؟
الجواب: روى ذلك المرشد بالله عن شيخه الجوزداني عن ... إلخ، ولم يذكره في مختصر الطبقات لا بتوثيق ولا تضعيف، فالرواية ليست كما ينبغي من الصحة، فيرجح ظاهر الآية على ما روي في ذلك.
(٢) سؤال: هل يصح للمرشد الاستدلال بهذه الآية على من أعرض ولم يستجب للمواعظ والتذكير؟ ومن أي ناحية؟
الجواب: يمكن تفسير الإعراض بوجهين من التفسير لكل وجه حكم يخصه:
١ - قد لا يرضى المسلم المحافظ على صلاته و ... أن يحضر مجالس الوعظ والإرشاد، فلا ينبغي أن يدخل مثل هذا في عموم الآية.
٢ - والمعرض المراد في هذه الآية هو الذي يسمع الموعظة ويعرف أنها حق ثم لا يعمل بها ويعرض عنها.
وهناك ثالث يسمى معرضاً، وهو الذي لا يبالي بدينه ولا يسأل، ولا يحضر مجالس العلم والإرشاد، يدعونه للحضور فلا يحضر مع قربها منه، فهذا يسمى معرضاً، ويلحق بالقسم الثاني.