سورة الأحزاب
  عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٧٣} أخبرنا الله تعالى هنا بالحكمة التي من أجلها كلف عباده بشرائع الإسلام وأحكام الدين فقال تعالى إنه كلف عباده من أجل أن يجازيهم على أعمالهم في الدار الآخرة فمن أطاعه أدخله الجنة، ومن عصاه أدخله النار.
  * * * * *
= الإنسان المؤمن بعبادته وأعماله الصالحة لطلب الثواب، فمع طول المدة فقد يعجب المؤمن بكثرة ثوابه لكثرة عمله، وكلما زاد في العمل الصالح والعبادة ازداد سروراً وأريحية لما يتوهم ويتصور من كثرة الثواب، وهذه الآية في المعنى مثل قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ٦٧}[القصص]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ١٨}[التوبة]. والوجه في البدء بذكر المنافقين الاهتمام بشأن خطورتهم وتحذير المؤمنين منهم؛ لأنهم كانوا متخللين لصفوف المسلمين وفي أوساطهم وربما اغتروا بهم ولم يسلموا من حيلهم وخداعهم لتظاهرهم بالإسلام.