سورة سبأ
  ضحكوا منه واستهزأوا به، وأشاعوا بين الناس بأنه ليس إلا رجلاً كذاباً يريد أن يضل الناس ويغويهم عن دين آبائهم وأجدادهم، محذرين للناس عن الاستماع إليه.
  {وَقَالُوا(١) مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى} ويعلنون بين الناس أن ما جاء به محمد ليس إلا كلاماً اختلقه وافتراه من عند نفسه ليضل الناس ويغويهم.
  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ(٢) لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ٤٣} ويقولون أيضاً: إن ما جاء به محمد في القرآن ليس إلا كلام السحرة والمشعوذين، ويحذرون الناس عن سماعه والإصغاء إليه.
  {وَمَا(٣) آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ٤٤} كان المشركون من قريش أميين ليس لهم كتاب مثل اليهود والنصارى، ولم يأتهم(٤) نبي من بعد إسماعيل # إلى أن بعث الله تعالى إليهم خاتم المرسلين ÷.
=
الجواب: «بينات» حال منصوب من آياتنا، وجملة: {يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ} صفة لرجل فهي في محل رفع.
(١) سؤال: ما السر في تكرير لفظة «قالوا، وقال» في هذه الآية مع تقدمها؟
الجواب: السر - والله أعلم - أن تكريرها هو للدلالة على أن المشركين استأنفوا للطعن في القرآن قولاً آخر غير ذلك القول الأول، واعتنوا في تأليفه عناية خاصة، وأخرجوه للناس، ونشروه وحده غير مضموم إلى القول الأول.
(٢) سؤال: هل اللام في قوله: «للحق» على بابها؟ أم أنها بمعنى «عن» كما ورد مثلها في اللغة؟
الجواب: اللام على بابها أي: أنها للتعليل، ويصح أن تكون بمعنى «عن» أو «في».
(٣) سؤال: ما علاقة هذه الآية بهذا السياق الذي فيه ذكر تكذيبهم للقرآن والنبي ÷؟
الجواب: العلاقة هي أن تكذيب المشركين للقرآن والنبي ÷ لم يستند إلى حجة جاءتهم من عند الله إما من كتاب أنزله الله عليهم أو من قول رسول أرسل إليهم.
(٤) سؤال: يقال: كيف نجمع بين هذا وبين قوله: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤}[فاطر]؟
الجواب: قد تقدم لنا الجواب على ذلك في سؤالٍ على آية (٤٦) من سورة القصص.