سورة سبأ
  بهذه الموعظة: وهي أن يتوجهوا إلى الله تعالى وحده، وأن يقوموا بين يديه جماعات وفرادى، ثم يتفكروا وينظروا في أمر محمد ÷ وما جاء به، وسيعرفون صدق ما جاء به.
  {إِنْ(١) هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ٤٦} وستعلمون أيضاً أن الله سبحانه وتعالى لم يرسله إلا رحمة لكم لينذركم العذاب الذي قد استوجبتموه بأعمالكم، والذي قد أوشك على نزوله بكم.
  {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ(٢) مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٤٧} وأن يخبرهم بأنه لم يطلب منهم أجرة تعبه في دعوتهم وتبليغهم حتى يتهربوا منه، ومما جاءهم به.
  {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ٤٨}(٣) والحق هو القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ليمحو به ظلمات الجهل والشرك والضلال. ومعنى «يقذف به»: يرمي به الباطل.
(١) سؤال: ما السر في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟ وبماذا تعلق الظرف {بَيْنَ يَدَيْ}؟
الجواب: فصلت الجملة لأنها مستأنفة استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر، وتعلق «بين يدي» بنذير أي: أن الإنذار لهم حصل في هذا الوقت الذي هو قبيل قيام الساعة أو يتعلق بمحذوف نعت لنذير.
(٢) سؤال: ما إعراب: {مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}؟ وكيف يكون الأجر لهم؟
الجواب: «ما» اسم شرط جازم مفعول به ثان لسألتكم مقدم. «سألتكم» فعل وفاعل ومفعول والفعل في محل جزم. «من أجر» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ما» جيء به لبيان إيهامها، وجملة «فهو لكم» في محل جزم جواب الشرط. ومعنى «فهو لكم» أن النبي ÷ إذا سأل الأجر من أهل دعوته فإن منافع الأجر ومصالحه تكون لهم وحدهم فينتفعون بمنافعها في الدنيا وبثوابها في الآخرة، أما رسول الله ÷ فأجره على الله.
(٣) سؤال: ما إعراب: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ ٤٨}؟
الجواب: يعرب خبراً ثانياً لـ «إن».