سورة سبأ
  {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩}(١) وأن يخبر قريشاً بأن الحق قد أقبلت دولته، وأن الباطل قد أوشك على النهاية والزوال، فالأولى بهم أن يتركوا تصميمهم ذلك على الكفر ونشره، أما آن لهم أن يعلموا أنها لن تقوم له قائمة بعد الآن، وأن يعلموا أنه قد بدأ في التناقص والاضمحلال.
  {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا(٢) يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ٥٠} كان المشركون يقولون إن محمداً ÷ ضال وجاهل وصابئ، فأمره الله تعالى أن يخبرهم بأن ضلاله على نفسه إن كان قد ضل، وأما إن كان قد اهتدى فذلك إنما هو بما أوحى الله سبحانه وتعالى إليه.
  وأن يخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى عالم بعمله وأعمالهم ومطلع عليها، وسيجازي كلاً على عمله.
  {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ(٣) وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ٥١} لو ترى يا محمد حالهم وأمرهم وما يكون عليهم من الفزع والذهول عندما يرون نزول العذاب وحلوله بهم، فحينها لن يستطيعوا أن يفروا أو يهربوا من الله سبحانه وتعالى.
(١) سؤال: لو وضحتم لنا تحليل: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩} حتى نفهم أن معناها قرب نهاية الباطل؟
الجواب: نهاية الباطل وقربه جاء من قوله: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ} وقوله: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩} بمعنى: وزهق الباطل فالباطل إلى زوال، والحق هو الثابت، وهو الله تعالى الذي يبدئ الخلق ويعيده، أما الباطل فلا يبدئ ولا يعيد، فلكونه كذلك فإنه إلى اضمحلال وزوال. أما قربه فهو بمعونة أول الآية.
(٢) سؤال: ما معنى «الباء» في قوله: {فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي}؟
الجواب: الباء سببية، أي: بسبب ما يوحي إلي ربي.
(٣) سؤال: أين خبر «لا» في قوله: {فَلَا فَوْتَ}؟
الجواب: خبرها محذوف، أي: فلا فوت لهم.