سورة فاطر
  كل ما هم فيه من النعم هي من الله تعالى وحده، فلا خالق غير الله سبحانه وتعالى، ولا إله موجود غير الله جل وعلا.
  {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٣} فكيف تصرفون عن عبادته؟ وما هو الذي صرفكم عن عبادته إلى تلك الأصنام التي لا تملك شيئاً من صفات الإلهية؟
  {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٤} ثم أوحى الله تعالى إلى نبيه ÷ أن لا يكبر في نفسه تكذيب قومه وصدهم عن دعوته فكل الأنبياء قد لاقوا نفس التكذيب من أممهم، وأن لا يحزن على ما يلاقي من قومه فمرجعهم إليه جميعاً، وسيلقون جزاء أعمالهم وكفرهم وتكذيبهم.
  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} يؤكد الله سبحانه وتعالى صدق ما وعد به من الحساب والجزاء، ولن يخلف وعده ذلك، فليحذروا أن تغرهم الدنيا وزينتها ولذاتها وشهواتها.
  {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٥ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}(١) وحذرهم من الشيطان أن يقعوا في حبائله ومصائده، أو يستجيبوا لما يزينه لهم من الشهوات، وأمرهم أن يعدوا العدة لحربه وعداوته كما قد أعد العدة لحربهم وإغوائهم(٢).
(١) سؤال: ما وجه تسمية الشيطان بالغرور؟ وما نوع اسمية الغرور؟
الجواب: سمي الشيطان غروراً لكثرة غروره للناس بوساوسه وخيله وخدعه، ولكثرة المغرورين. وغرور فعول من أفعلة المبالغة بمعنى فاعل لا بمعنى مفعول، وهو صفة مأخوذة من اسم الفاعل «غارّ».
(٢) سؤال: هل يمكن أن يقال: إن الله سبحانه أراد أن يثير عندنا الحمية أو العصبية بذكره لعداوة إبليس لنا، فنقول: إن بعض الحمية أو العصبية محمود؟
الجواب: نعم، يصح ذلك والمفروض أن تكون الحمية للدين والغيرة على الحق مُثَارة عند كل مسلم، والحمية المذمومة هي الحمية للباطل والكفر.