محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فاطر

صفحة 526 - الجزء 3

  عن أصنامهم تلك التي يعبدونها من دون الله هل خلقت شيئاً من هذه الأشياء التي يرونها في الأرض حتى يعبدوها من دون الله؟ وماذا فعلت لهم حتى قدسوها وعبدوها؟

  {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ}⁣(⁣١) وأن يسألهم مرة أخرى بأن يخبروه: هل لتلك الأصنام نصيب في ملك السماوات والأرض حتى يعبدوها من دون الله سبحانه وتعالى؟

  {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ} وأن يسألهم ثالثة بأن يخبروه: هل هناك كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى عليهم أو رسول أرسله إليهم يأمرهم بعبادة تلك الأصنام؟ أو هل يملكون أي دليل أو حجة على شركهم وعبادتهم لها؟

  ثم أجاب الله سبحانه وتعالى عن تلك التساؤلات بالنفي⁣(⁣٢) الذي لن يجد المشركون جواباً غيره فقال: {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ٤٠} فلن يستطيع المشركون أن يحتجوا لآلهتهم تلك، وشركُهم ذلك إنما هو مبني على الأباطيل والوعود الكاذبة والأماني الباطلة التي يتمنونها فيما بينهم، ويمني بعضهم بعضاً بها من أنهم على الدين الحق وثابتون على دين الآباء والأجداد وإنكار البعث والحساب، وأن ما جاء به محمد ليس إلا كلاماً مفترى من عند نفسه، وليس إلا ساحراً أو مجنوناً، وغير ذلك مما كانوا يتواصون به فيما بينهم ويغر بعضهم بعضاً به، يقولون كل ذلك رجماً بالغيب فلا دليل ولا حجة لهم في شيء من ذلك كله.


(١) سؤال: فضلاً ما معنى «أم» هنا؟ إن كانت المعادلة فماذا عادلت؟ وما هو ضابطها؟

الجواب: أم هذه للإضراب وليست المعادلة كما يظهر.

(٢) سؤال: هل نفهم النفي هذا من الجواب بـ «بل» فكيف؟ وما معنى «إن» في قوله: «إن يعد»؟ وما عملها؟ وما إعراب: «بعضهم» و «غروراً»؟

الجواب: فهم النفي من «إن» النافية، وليس لها عمل هنا. و «بعضهم»: بدل من الظالمون. وغروراً: صفة لمصدر محذوف، أي: إلا وعداً باطلاً.