سورة فاطر
  {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ٤٢ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ}(١) فلما أرسل الله تعالى إليهم محمداً ÷ لم يزدهم ذلك إلا بعداً عن الحق ونفوراً عنه، ولم يزدهم ذلك إلا توغلاً في الشرك والضلال، وتكبراً على الله سبحانه وتعالى وأنبيائه، واستكباراً عن قبول الحق، فبدلاً من أن يتبعوا محمداً ÷ ويستجيبوا له قاموا يحيكون المؤامرات ضده، ويدبرون الحيل والمكائد لإبطال دينه ودعوته.
  {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنهم لن يضروا بمكرهم ذلك دينه أو نبيه ÷، وإنما سيضرون أنفسهم، ووباله سيعود عليهم، وسيدمرهم الله سبحانه وتعالى بسبب ذلك ويعذبهم ويهلكهم.
  ومعنى «لا يحيق»: لا يحيط.
  {فَهَلْ(٢) يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣} وأنه سيحيق بهم ما قد حاق بمن سبقهم من الهلاك والدمار، فلا ينتظر هؤلاء المشركون أو يفكرون في أنهم سيظهرون على النبي ÷ أو سينتصرون عليه؛ لأن سنة الله سبحانه وتعالى قد جرت بإهلاك وتعذيب من قام في وجه دعوة أنبيائه وصد عنها، وأن هذه هي سنته في الأولين والآخرين فلن تتغير أو تتبدل.
(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب «ما زادهم إلا نفوراً استكباراً في الأرض، ومكر السيئ» مفصلاً فهي تشكل على الكثير منا؟ وما هو السيئ الذي أضيف المكر إليه؟
الجواب: «ما زادهم» ما: نافية، وزادهم: فعل ومفعول وفاعله ضمير نذير، ونفوراً: مفعول به. و «استكباراً» مفعول من أجله أو بدل من «نفوراً». و «مكر السيئ»: أصل هذا من إضافة الموصوف إلى صفته وأصله المكر السيئ، ودليل هذا قوله بعد هذا: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. ووصف المكر بالسيئ من باب الصفة المؤكدة، وإذا كان المكر سيئاً وحسناً فالصفة للتخصيص.
(٢) سؤال: ما معنى «هل» في هذه الآية؟
الجواب: «هل» للنفي هنا ودليله الاستثناء.