سورة ص
  {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ ١٣}(١) وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب، والمراد بالأيكة الغيضة ذات الأشجار الكثيرة الملتفة.
  {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ١٤}(٢) وقد استحق كل هؤلاء المكذبين عقاب الله تعالى بسبب كفرهم وتكذيبهم.
  {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ١٥}(٣) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لم يبق لقومه إلا أن ينتظروا أن يحل بهم مثل ما حل بتلك الأمم المكذبة، فيهلكهم الله سبحانه وتعالى بصيحة تبيدهم ولا تبق على أحد منهم، والمراد بـ «ما لها من فواق»: ما لها تأخر قدر فواق الناقة أي: ما بين حلبَتَيْها.
  أراد الله سبحانه وتعالى أن قريشاً قد استحقوا نزول ذلك العذاب بهم.
  {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ١٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن قريش بأنهم كانوا يسألون النبي ÷ نزول العذاب الذي أخبرهم بأنهم قد استحقوه، وذلك منهم إنما هو استخفاف بالنبي ÷ وبما جاء به. والقط: هو النصيب.
  {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يصبر على ما يلاقيه من قومه من التكذيب والاستهزاء والأذى، وأن يستمر على ما هو فيه من
(١) سؤال: هل قوله في الآية السابقة: {من الأحزاب} يدل على أن قريش من هؤلاء الأحزاب؟
الجواب: ذلك يدل على أن قريشاً من هؤلاء الأحزاب «وهزم الأحزاب وحده».
(٢) سؤال: ما إعراب: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ}؟ وما الوجه في حذف الياء من قوله: {عِقَابِ ١٤}؟
الجواب: «إن» نافية، «كل» مبتدأ مرفوع، «إلا» للاستثناء، «كذب الرسل» في محل رفع خبر المبتدأ. والوجه في حذف ياء «عقاب» هو التخفيف ومراعاة الفواصل.
(٣) سؤال: ما محل جملة: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ١٥}؟
الجواب: محلها النصب صفة لصيحة.