محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة ص

صفحة 603 - الجزء 3

  تبليغ الدعوة والرسالة.

  وذلك أن من شأن كل من شرع في عمل إذا اصطدم بمن يواجهه بعرقلة عمله أو يصده عنه ويقف في وجهه أن تتحطم معنوياته، وتفتر عزيمته عن مواصلة ذلك العمل، كما هي الحال التي كان عليها النبي ÷ في تبليغ رسالة ربه، فأراد الله سبحانه وتعالى بذلك أن يشد من عزم نبيه ÷ فأمره بالصبر بعدما ذكر له المكذبين بالرسل من قبله.

  {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ١٧} وأمره أن يتذكر⁣(⁣١) قوة نبي الله داود # وصبره في طاعة ربه وعبادته، وكثرة رجوعه إليه.

  {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ١٨⁣(⁣٢) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ١٩} حيث سخر له الجبال والطير تسبح⁣(⁣٣) معه، وتذكر الله سبحانه وتعالى كلما ذكره، كرامةً من الله سبحانه وتعالى لنبيه داود # على ما صبر في طاعة ربه.

  {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} وآتاه الله سبحانه وتعالى الملك والسلطان، وهيأ له أسباب القوة والتمكن من الجنود والعدة والعدد.


(١) سؤال: يقال: ما علاقة تذكر النبي ÷ لقوة داود # بما هو فيه من الأذى والاستهزاء من المشركين؟

الجواب: العلاقة هي أن يقتدي النبي ÷ بداود في قوة صبره على طاعة الله وامتثال أمره، وأن لا يضعف أو يهون.

(٢) سؤال: هل المراد بذكر هذين الوقتين (العشي والإشراق) التقييد بهما أم التعبير بهما عن الاستمرار والدوام؟ وما إعراب: «والطير محشورة»؟

الجواب: المراد التقييد بهذين الوقتين لأن الجبال كانت تسبح معه، وكان داود # ينام ويشتغل في جزء من النهار بشؤون رعيته وحفظ سلطانه و ... ، ولم يكن مشغولاً بالتسبيح على الدوام.

«والطير» معطوف على الجبال، «محشورة» حال من الطير.

(٣) سؤال: من أين استفدنا أن الطير تسبح معه أيضاً من هنا؟

الجواب: استفيد من العطف على الجبال.